أُقيل المدير العام لشركة "سوناطراك" الجزائرية الحكومية، رشيد حشيشي، بعد مرور عامين على توليه المنصب، وسط غموض حول أسباب الإقالة، في وقت تخطط فيه شركة النفط العملاقة في إفريقيا لإطلاق خطة استثمارية بقيمة 60 مليار دولار.
وأشرف وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب، على مراسم تنصيب المدير العام الجديد للشركة، نور الدين داودي، والذي كان يشغل منصب مدير وكالة تثمين المحروقات بين أبريل/نيسان عام 2020 وأغسطس/آب عام 2023.
وتتولى الوكالة مسؤولية جذب المستثمرين إلى قطاعي الغاز والنفط وإدارة دعوات العطاءات، وكذلك تخصيص تراخيص الاستكشاف والاستغلال.
ونور الدين داودي هو خامس رئيس لشركة المحروقات الجزائرية المملوكة للدولة منذ عام 2019.
وكان حشيشي تعرّض قبل إقالته لانتقادات حادة إزاء إدارة شركة النفط، التي من المتوقع أن يبلغ حجم مبيعاتها 77.3 مليار دولار.
وأشارت صحف محلية إلى "الإنفاق المفرط بالعملة الأجنبية واللجوء إلى إجراءات خارج البورصة"، وهما اتهامان قد يؤديان إلى إجراءات قانونية.
ولفتت صحيفتا "لوسوار دالجيري" الناطقة بالفرنسية و"الخبر" الجزائريتان، إلى انتقادات لحشيشي من مسؤولين تنفيذيين في الشركة.
ورغم صعوبة تقدير النفقات الباهظة المذكورة، فإنها تتعلق بتجديد مداخل مقر "سوناطراك" الواقع على التلال المطلة على الجزائر العاصمة، وتكاليف أخرى متعلقة بالهوية البصرية الجديدة للمجموعة، وفق تصريح مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز".
وهذه ليست المرة الأولى التي تُوجّه فيها انتقادات للشركة، كما أن الغموض الذي يسودها يُصعّب تقييم مدى استخدام هذه الممارسات في الإنفاق.
وتُذكّر هذه الحلقة الأخيرة بصعوبة بقاء رؤساء عملاق النفط الجزائري على رأس المجمع الحكومي الضخم، علمًا أن رشيد حشيشي شغل هذا المنصب لفترة وجيزة بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني لعام 2019، خلفًا لعبد المومن ولد قدور الذي يقضي عقوبةً بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة الفساد وغسيل الأموال.
ومنذ عام 2010، تعاقب عشرة رؤساء تنفيذيين على قيادة "سوناطراك"، التي تُوفر 95% من عائدات الجزائر الخارجية.
وفي السنوات الأخيرة، وباستثناء فترة ولاية توفيق حكار التي استمرت قرابة أربع سنوات، كانت هناك سلسلة تغييرات للقادة.
ورغم عدم الاستقرار وتذبذب أسعار النفط، يتعين على سوناطراك تنفيذ برنامج استثماري طموح تمت إعادة تقييمه منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول ليصل إلى 60 مليار دولار بحلول عام 2029، مقارنة بـ 50 مليار دولار بحلول عام 2028، من أجل زيادة إنتاجها من النفط والغاز مع تحديث بنيتها التحتية وتنويع أنشطتها.
وقبل أسبوعين، كانت شائعات انتشرت حول إقالة حشيشي عقب إقالة شرف الدين عمارة من رئاسة شركة "مدار" القابضة العامة في الجزائر، وبلقاسم سلطاني، الرئيس التنفيذي لشركة "سوناريم" للتعدين منذ عام 2024.