وصف محللون سياسيون خطاب أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، بأنه "انهزامي"، ولا يرقى إلى مستوى خطابات وتصريحات الأمناء العامين السابقين، وأنه بمرتبة نشرة إعلامية يستطيع أي قيادي في الحزب التصريح بها.
وقالوا إن قاسم وجه في خطابه الأخير اعتذارًا غير مباشر للبيئة المسيحية بعد استعراض قوة الحزب في بعض مناطق الجنوب وبيروت، وذلك من خلال تبرئه من هذه التصرفات التي قال إنها صادرة بشكل عفوي وغير مقبول من الحزب وحركة أمل على حد سواء.
وأشاروا إلى خطابات أمين عام حزب الله السابق، حسن نصر الله، التي كانت تتضمن العديد من المواقف والقرارات ذات الصدى الإقليمي والعالمي، على الرغم من الاختلاف في أهدافها وتوجهاته فيها.
ويوم الأحد، ألقى أمين عام حزب الله، نعيم قاسم، خطابًا قال فيه إن المسؤولية تقع على عاتق الدولة اللبنانية لمتابعة احترام وقف إطلاق النار في جنوبي لبنان، الذي لا تزال إسرائيل ترتكب الخروقات بشأنه، كما شدّد على أنه ما مِن إمكانية لبقاء إسرائيل جنوبيّ البلاد.
وأعلن قاسم في خطابه عن موعد تشييع حسن نصر الله ونائبه هاشم صفي الدين المقرر في 23 شباط/ فبراير الجاري.
وبهذا الصدد، قال المحلل السياسي، عبد النبي بكار، إن الخطاب الأخير لنعيم قاسم لا يرقى إطلاقًا ليكون خطاب أمين عام حزب الله، بل هو مجرد نشرة إعلامية كان بإمكان أي قيادي في الحزب التصريح بها، سواء مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف بكار، لـ"إرم نيوز"، أن خطاب قاسم جاء عاديًا جدًا، ولا علاقة له بخطورة المرحلة الحالية، لافتًا إلى إعلان قاسم عن موعد تشييع الأمين الراحل حسن نصر الله، ونائبه هاشم صفي الدين، مع تحديد المكان.
وقال بكار إن نعيم قاسم شدد طيلة خطابه على معادلة الجيش والشعب، وهو تحول استراتيجي ربما يقوم به الحزب لمجاراة الأوضاع الحالية والطلبات الإقليمية والدولية التي تشدد على دور الجيش خاصة في منطقة الجنوب.
وأشار إلى تلميحات قاسم لأكثر من مرة إلى دور الجيش، وهو أمر نادر جدًا في خطابات الحزب التي كانت تشدد على دور المقاومة.
واعتبر بكار خطاب قاسم بأنه "انهزامي" بكل معنى الكلمة، بدليل الخضوع للضغوط الدولية فيما يتعلق بدور الجيش اللبناني في المدة المقبلة، وهو ما سينعكس إيجابًا في الأيام المقبلة على تشكيلة الحكومة اللبنانية برئاسة نواف سلام.
من جهته، يرى المحلل السياسي، محمد العبد الله، أن نعيم قاسم وجه اعتذارًا غير مباشر للبيئة المسيحية بعد استعراض القوة الذي قام به الحزب في بعض مناطق الجنوب وبيروت، من خلال تبرئه من هذه التصرفات، التي قال إنها صادرة بشكل عفوي وغير مقبول من الحزب وحركة أمل على حد سواء.
وأضاف العبد الله، لـ"إرم نيوز"، أنه كان بإمكان قاسم التهرب من هذا الأمر، وتناوله عبر بيان حزبي فوري بعيد الواقعة، وليس بعدها بأيام، ما يؤكد أن وضع الحزب السياسي الداخلي غير قادر على ضبط الشارع الخاص به.
وبين أن إشارة قاسم إلى عدم إطلاق الرصاص في الأفراح أو المآتم يعد نقطة فاصلة في الخلاف الأساسي بين ميليشيا حزب الله والمرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله، الذي حرم هذه الظاهرة.
وقال العبد الله إن ميليشيا حزب الله عادت اليوم لتختبئ وراء هذا المنع، بعد النقمة الشعبية حتى من داخل بيئة الميليشيا الحاضنة على هذه الظاهرة.