رسمت صحيفة "معاريف" العبرية سيناريو قاتماً لصورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، متوقعة أن يموت الفلسطينيون في القطاع من الجوع خلال الأسبوعين المقبلين، مع انتهاء المنتجات والسلع، لتواصل منع المساعدات.
وذكر فلسطينيون لمحلل الشؤون العربية في راديو الجيش المعروف بإسرائيل "چاكى حوجى"، بعض الأمثلة من معاناتهم في توفير الاحتياجات، ومنها عدم وجود الدقيق من أيام طويلة، وإن وجدت بعض علب الطعام في المتاجر والتي جلبتها شاحنات المساعدات أثناء وقف إطلاق النار، فأسعارها مرتفعة جدًا، ولا توجد أموال لشرائها.
ووفق التقرير العبري، "في السابق كان سعر اللحم المعلب 2 شيكل، اليوم 13 شيكلًا. والفاصوليا المعلبة 1 شيكل، اليوم 8 شيكل، ولتر الزيت بـ 50 شيكلًا. وسعر كيلو السكر 7 شيكل تضاعف حوالى 8 مرات، فوصل ل50 شيكلًا".
يقول حوجى، إنه لم يعد هناك أي خضراوات تقريبًا؛ لأن العناصر المسلحة ينشطون في المناطق الزراعية ويحفرون الأنفاق بها، فهاجمهم الجيش، وألحق أضرارًا كبيرة بالمحاصيل، والآن يباع كيلوغرام الطماطم والخيار بـ18 شيكلًا، والبطاطس غير موجودة أساسًا، والباذنجان بـ28 شيكلًا للكيلوغرام".
وفيما يتعلق بالأدوية، فالأرفف فارغة في الصيدليات، والمرضى يجدون صعوبة في الحصول على الدواء.
وبحسب تقرير "معاريف"، وصلت السيجارة الواحدة الآن لـ100 شيكل، وتحولت الولاعة لسلعة نادرة. ووصلت الواحدة منها لـ50 شيكلًا، رغم أن ثمنها الحقيقي كان خمسين أجورة، أو نصف شيكل فقط.
ووفق كلام حوجى، يقول مصدره الغزي: "أغلب الناس في القطاع لا يملكون المال، ولا يشترون هذه المنتجات، بل يكتفون بأطعمة أرخص، كالمكرونة مثلًا. وهناك أيضًا مطابخ خيرية تعد الطعام لعامة الناس بتمويل من المانحين. وتوزع حساء العدس أو أطباق الفاصولياء".
وبحسب التقرير العبري، فإن مخازن حماس تحتفظ بمخزون من السلع الأساسية، إلا أنها لا تشاركه مع الفلسطينيين في غزة.
ويعلق حوجى على هذه الأجواء بأن الفلسطينيين في غزة لا يهمهم الجدل بين الرئيس الفلسطيني وحماس، وحتى حديث الصفقات الفاشلة، فقط يبحثون عن النجاة من الغارات والقتال، ويركزون على كيلو الدقيق السري والسيجارة المختفية، وفق تعبيره.
