أكد مصدر أمني لبناني أن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على الحكومة الإسرائيلية لإتمام انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بشكل كامل، وعدم التمركز في بعض النقاط التي تروج تل أبيب للبقاء فيها مدة أطول.
وكشف المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة اقترحت على الجانب الإسرائيلي أن تستلم لجنة المراقبة وقوات الأمم المتحدة تلك النقاط في الجنوب اللبناني.
ولفت إلى الرفض اللبناني المتكرر للانسحاب الإسرائيلي الجزئي من الجنوب.
واليوم الأربعاء، جدد لبنان رفضه لمقترح إسرائيلي بالبقاء في الجنوب حتى آخر فبراير/ شباط الجاري.
وأكد المصدر أن الأمر سيشهد تطورات خلال الأيام المقبلة مع زيارة محتملة لنائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، لمتابعة الانسحاب الإسرائيلي والإشراف بشكل مباشر على إنجازه.
وبهذا السياق، قال الخبير العسكري، يحيى محمد علي، إن إسرائيل تسعى للبقاء في بعض النقاط جنوب لبنان، والتي بات المتعارف على تسميتها بالنقاط الخمس، وهي جبل بلاط، تلال اللبونة، العزية، العويضة والحمامص.
وأضاف علي أن هذه النقاط تعتبر تلالًا استراتيجية، تطمح إسرائيل في البقاء بها بحجة مراقبة أي تحركات لعناصر ميليشيا حزب الله في جنوب وشمالي الليطاني على حد سواء.
وأكد أن الرفض اللبناني يأتي لأسباب سياسية وعسكرية على حد سواء، فمن الناحية العسكرية فإن السيطرة على هذه النقاط تحتاج لممرات برية تربط فيما بينها، أي أن الأمر لن يقتصر على التلال، بل سيشمل شريطًا حدوديًا عازلًا، وسيمكن إسرائيل من مراقبة كل تحركات الجيش اللبناني بالإضافة إلى إعاقة تحركاته على الأرض.
وبحسب الخبير العسكري، فإنه على الصعيد السياسي، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإرضاء حلفائها في لبنان، ودعم ثنائي التغيير، الذي يتجلى بإنجاز الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية وفق الاتفاق الموقع من الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
وقال إن هذا الدعم، إن حصل، سيكون قوة دفع للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام، والعهد اللبناني الجديد برئاسة جوزيف عون، من حيث القدرة على التأثير سياسيًا ودبلوماسيًا، وسط تشكيك الآلة الإعلامية لحزب الله بهذا الأمر، في محاولة من الميليشيا للضغط الداخلي بمسألة السلاح.
من جانبها، قالت المحللة السياسية، آلاء القاضي، إن الرؤساء الثلاثة في لبنان -الجمهورية جوزيف عون، والحكومة نواف سلام، والبرلمان نبيه بري- أصروا خلال لقاءاتهم مع نائبة المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب بحلول الموعد المحدد، أي يوم 18 فبراير/شباط الجاري.
وأضافت القاضي، لـ"إرم نيوز"، أنه تم الربط بين تهدئة الأجواء الداخلية في لبنان بالانسحاب الإسرائيلي، وعدم عرقلة المساعي الرامية إلى إقناع حزب الله بضبط النفس، وعدم إعطائه أي ذريعة للقيام بعمليات عسكرية قد تشعل الأوضاع من جديد.
وأكدت القاضي أن الرؤساء الثلاثة تلقوا تأكيدات أمريكية بإتمام الانسحاب الإسرائيلي الكامل، حسب معلومات من مصادر مقربة من الدوائر السيادية، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى مقترح قدمته الولايات المتحدة يقضي بنشر قوات من "اليونيفيل" والفريق الأمريكي في لجنة مراقبة تنفيذ الهدنة في التلال الخمس موضوع الخلاف.
وقالت: "علم أيضًا أن الجانب اللبناني لم يبدِ اعتراضًا على الاقتراح الأمريكي، إلا أن الجانب الإسرائيلي لم يرد حتى الآن على المقترح الأمريكي".
وأوضحت أنه لم يتم البت بالموضوع نهائيًا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رغم طلب نتنياهو تأجيل الانسحاب الإسرائيلي لبضعة أسابيع أخرى.
