logo
العالم العربي

7 أكتوبر.. عندما اهتزت نظرية الأمن الإسرائيلي

فلسطينيون يسيطرون على دبابة إسرائيلية في 7 أكتوبرالمصدر: رويترز

يرى خبراء أن ذكرى السابع من أكتوبر تمثل نقطة تحول مفصلية في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، إذ كشفت عن تغيرات عميقة في الروايات السياسية، والتحولات الإقليمية، وانعكاسات استراتيجية على الداخل الفلسطيني. 

ويؤكد الخبراء أن هذا الحدث أعاد تشكيل موازين القوى، وأفرز تداعيات واسعة على مستوى الرأي العام العالمي، والسياسات الدولية، والمشهد الميداني في غزة والمنطقة.

تاريخ كبير

ورأى الأكاديمي الدكتور أيمن يوسف أنّ "7 أكتوبر تاريخ كبير عند الفلسطينيين، إذ يُعدّ 7 أكتوبر 2023 بداية تحول مهم على صعيد المواجهة الفلسطينية – الإسرائيلية".

وأضاف يوسف: "شكّل هذا التاريخ ضربة لنظرية الأمن الإسرائيلي رغم كل الاستعدادات التي قامت بها، بما فيها حصار قطاع غزة، لكن استطاعت المقاومة الفلسطينية أن توجه لها ضربة في العمق، وأفشلت كل المخططات التي قامت بها إسرائيل من بُعد أمني وعسكري".

وأردف لـ"إرم نيوز" أنّه بعد مرور عامين حدث انتصار هائل للرواية الفلسطينية في كل العالم، مع تراجع واضح للسردية الإسرائيلية.

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون في قطاع غزة

منذ 7 أكتوبر.. إسرائيل تكشف إحصائية صادمة حول القتلى العسكريين

وأشار إلى أن "إسرائيل تحولت مع الوقت إلى استثمار رديء وصورة نمطية عن الاستيطان والدولة العنصرية التي تقوم ليس فقط بإفقاد الفلسطينيين حقهم في العودة وحق تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة، وإنما أيضاً بأسوأ مقتلة بعد الحرب العالمية الثانية، وتم سحبها في قضايا كثيرة أمام محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية".

ولفت  الأكاديمي الفلسطيني إلى أنّ هناك تحولات مهمة في الرأي العام العالمي والدولي، وعلى مستوى دول الجوار، إذ استغلت إسرائيل هذه الوضعية الجديدة لإحداث تحولات في لبنان من خلال هجومها المباشر على حزب الله، وهجومها المباشر على إيران، وفتح جبهة في سوريا، وفي العراق، وفي اليمن، ما أظهر أنّ إسرائيل تحارب على أكثر من جبهة.

اختلال موازين القوى

وأوضح أنّ كل ذلك حصل بدعم أمريكي، وما انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ينتمي للحزب الجمهوري المحافظ، إلا دليل على تأييده القوي لإسرائيل ومنحها زخماً كبيراً كي تتوسع.

وأشار إلى أنّ إسرائيل ليست فقط دولة احتلال في فلسطين، وإنما دولة توسعية لها أهداف حتى في الدول العربية المجاورة.

واختتم يوسف حديثه بالإشارة إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادات إسرائيلية أخرى حول أهمية تمدد إسرائيل بشكل استعماري وإمبريالي، وأن تُحدث تغيرات في دول الجوار، وكل ذلك سيؤدي بطبيعة الحال إلى خلل في موازين القوى، وعدم استقرار في المنطقة، وفتح جبهات جديدة سواء عسكرية أو سياسية.

أخبار ذات علاقة

عناصر من كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس

الأكبر منذ 7 أكتوبر.. حماس تنشر تفاصيل هجوم على قوة إسرائيلية جنوبي غزة (فيديو)

الدروس المستفادة

من جانبه، قال المتخصص في الشؤون الإسرائيلية-الأمريكية الدكتور حسين الديك إنّ الأهداف التي كانت موجودة منذ السابع من أكتوبر لدى من خطط ونفّذ لم تتحقق، سواء على الصعيد الاستراتيجي أو على الصعيد التطبيقي، والسبب في ذلك أنّ ردة الفعل الإسرائيلية لم تكن محسوبة بدقة بالنسبة لمن اتخذ قرار القيام بهذا الأمر.

وأضاف الديك  لـ"إرم نيوز" أنّه على الصعيد الاستراتيجي هناك الكثير من التناقضات والاعتبارات التي برزت بعد السابع من أكتوبر، والتي كان لها الأثر الكبير على الواقع السياسي لفلسطين منذ ذلك الحين.

وأشار إلى أنّ الدروس المستفادة هي أنّ القرار الذي اتُخذ لم يكن قراراً جماعياً، بل إنه قرار تاريخي ومصيري، ولذلك تراجعت القضية الفلسطينية على أرض الواقع بسبب حالة الدمار والإبادة والحرب والتدمير والتجويع التي لحقت بالشعب الفلسطيني، وأصبحت القضية الفلسطينية خارج إطار التمثيل الفلسطيني.

واستطرد: "اليوم، على سبيل المثال، طرحت الولايات المتحدة رؤية تتناسب مع أهدافها وأهداف إسرائيل، ومن يفاوض هم الوسطاء العرب مع أمريكا".

أخبار ذات علاقة

عناصر من حماس داخل أحد الأنفاق في غزة

الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قادة من حماس شاركوا في "7 أكتوبر"

وأوضح أنّ مركزية القرار الفلسطيني خرجت من فلسطين، رغم أنّ حركة حماس طرف في المفاوضات، ولكن القرار الاستراتيجي هو لإسرائيل والولايات المتحدة، كما أنّ السابع من أكتوبر أبعد منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عن مركز صنع القرار.

وأكد الخبير أنّ هجوم السابع من أكتوبر غيّر السياسات الإقليمية، وقد أسقط منظومة عامة من المسلمات في السياسة الدولية، مع انحياز أمريكي واضح لإسرائيل، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

ورأى أنه أثبت عجز المنظومة العربية، وغيّر استراتيجيات ما يُعرف بـ "محور المقاومة"، سواء ضرب إيران، أو إسقاط النظام في سوريا، أو تدمير حزب الله وإضعافه، أو محاصرة الميليشيات في العراق، أو محاولة إضعاف الحوثيين في اليمن.

ولفت إلى أنّ هذه العملية على غزة أحدثت تحولات عميقة، أبرزها إضعاف حركة حماس وتدميرها عسكرياً، كما أثرت على الوضع المعيشي، وانتفاء أسس الحياة في غزة عبر تدميرها بالكامل، وأصبحت غير صالحة للعيش، كما عززت النزعات القبلية والعائلية، ولم يعد التنظيم السياسي والإدارة السياسية هي المرجعية.

واختتم الخبير حديثه مؤكداً أنّ هذا الوضع أظهر ظاهرة خطيرة، وهي الميليشيات المسلحة، خاصة في رفح، والتي تتسابق على السلطة مستغلة الخراب والدمار الحاصل في غزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC