logo
العالم العربي

مطار بيروت تحت المجهر.. هل تعزز إيران نفوذها عبر أجواء لبنان؟

مطار بيروت تحت المجهر.. هل تعزز إيران نفوذها عبر أجواء لبنان؟
طائرة لشركة ماهان إير الإيرانيةالمصدر: (أ ف ب)
12 فبراير 2025، 6:52 ص

يرى خبراء أن الإجراءات المشددة التي تخضع لها الرحلات القادمة إلى مطار بيروت الدولي من العراق وإيران، مرتبطة بتوجه أمريكي لتجفيف مصادر تمويل الميليشيات المدعومة من طهران، وتضييق الخناق على ميليشيا حزب الله

وتشهد الرحلات القادمة من العراق وإيران إلى مطار بيروت الدولي إجراءات تفتيش مشددة، وسط تأكيدات رسمية بأنها تدابير روتينية، في حين تشير مصادر أخرى إلى أنها استثنائية وتشبه تلك المفروضة على الرحلات الإيرانية.

ويرى محللون أن هذه التدابير مرتبطة بتوجه أمريكي لتجفيف مصادر تمويل الفصائل المدعومة من إيران، إذ تم فرض رقابة صارمة على الطائرات القادمة من بغداد وطهران لمنع أي عمليات نقل أموال أو دعم لوجستي، في ظل تزايد التوتر الإقليمي.

أخبار ذات علاقة

طائرة لشركة ماهان إير الإيرانية

خاص- تأهب في لبنان بعد أنباء نقل أموال إيرانية لحزب الله

تقييد أذرع إيران

وفي هذا الصدد، كشف مصدر عراقي متخصص بالشؤون الدولية، رفض الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة اتخذت قرارات حاسمة في إطار سياساتها تجاه إيران والميليشيات الموالية لها، إذ أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحويل الأموال العراقية إلى طهران مقابل الغاز المصدّر لتشغيل المحطات الكهربائية.

وقد أدرجت واشنطن 12 فصيلاً عراقياً على لوائح الإرهاب، من بينهم "كتائب الإمام علي" و"جند العباس"، وغيرهم، ضمن استراتيجية تستهدف تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأضاف المصدر لـ"إرم نيوز" أن العراق يتعامل بحذر سياسي شديد في هذه المرحلة، إذ علّقت الميليشيات العراقية عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، تماشيًا مع التوجهات الدولية الجديدة.

كما تلقت بعض القيادات الشيعية المعتدلة تحذيرات مباشرة من السفارتين الأمريكية والبريطانية بشأن إجراءات صارمة مرتقبة، مع مطالبات بضبط تحركات الفصائل الأخرى، في إشارة إلى توجه أمريكي نحو فرض مزيد من القيود على أذرع إيران في العراق وخارجه.

وأوضح المصدر أن زعزعة استقرار العراق بالكامل أمر غير مطروح حالياً، نظراً للمصالح الأمريكية الكبيرة في البلاد، إلا أن واشنطن تعمل بشكل ممنهج على تجفيف منابع الدعم اللوجستي للميليشيات المسلحة، سواء داخل العراق أم خارجه، وتحديدًا في لبنان.

وفي هذا السياق، ذكر أنه جرى فرض إجراءات مشددة على الطائرات القادمة من بغداد وطهران إلى بيروت، وسط معلومات عن وجود مستودعات وأنفاق مخصصة لتخزين الأموال والمعدات، كبديل عن طرق الدعم السابقة التي تراجعت بعد انهيار نظام الأسد.

أخبار ذات علاقة

مطار بغدد

خاص- إجراءات مشددة في مطار بغداد لتعقب تمويل حزب الله

"خنق بيئة المقاومة"

من جهته، أكد مصدر لبناني متخصص بالشؤون الأمنية، رفض الإفصاح عن هويته، أن عمليات تفتيش الطائرات القادمة من العراق وإيران إلى مطار بيروت الدولي تندرج ضمن محاولات خنق "بيئة المقاومة"، وخلق أجواء من الشك والتوتر بين الأطراف الداخلية.

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن هذه التدابير التي يتم تبريرها كإجراءات أمنية روتينية، تحمل في جوهرها أهدافاً سياسية أعمق، تهدف إلى زعزعة علاقة ميليشيا حزب الله بحلفائه محليًا وإقليميًا.

وأشار إلى أن التصعيد الأمني في هذا التوقيت الحساس يستهدف بالدرجة الأولى تقويض التنسيق بين ميليشيا حزب الله والمؤسسة العسكرية اللبنانية، عبر الإيحاء بأن الجيش بات جزءًا من سياسة الحد من نفوذ "المقاومة" داخل لبنان.

ورأى أن هذه التحركات تأتي ضمن سلسلة ضغوط مستمرة لإعادة رسم المشهد الأمني والسياسي في البلاد، وفق أجندات خارجية تسعى إلى تحجيم دور الحزب وتضييق هامش حركته.

وأشار إلى أن مثل هذه السياسات ليست جديدة، ولكنها تتصاعد في مراحل معينة عندما تسعى أطراف خارجية إلى إعادة ترتيب التوازنات الداخلية.

ولفت إلى أن ميليشيا حزب الله، التي تمتلك تحالفات إقليمية قوية، لن تتأثر جوهريًا بهذه الإجراءات، لكنها تدرك أن الغاية منها ليست فقط عرقلة تحركاتها، بل إثارة الفتنة الداخلية والتشكيك في بنيتها التنظيمية وعلاقاتها مع الحلفاء.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC