ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
تضاربت الأنباء في ليبيا بشأن حقيقة موافقة جهاز قوة الردع، برئاسة عبد الرؤوف كارة، على شروط حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، لتسليم مطار معيتيقة وانسحاب الفصائل المسلحة من المواقع السيادية.
وأكد مصدر مطلع، لـ"إرم نيوز"، "التوصل إلى اتفاق بين الجانبين برعاية تركية، بعد مفاوضات استمرت عدة أيام".
وأضاف المصدر أن الاتفاق "يبدأ بتنفيذ الترتيبات الأمنية في طرابلس اليوم السبت، مع انسحاب جميع القوات العسكرية من العاصمة وإنهاء المظاهر المسلحة".
وتنص الخطوة الأولى على إغلاق مكتب جهاز قوة الردع في مطار معيتيقة المدني، ليتولى تأمينه جهاز قوة حماية المطار بقيادة رمزي القمودي، إضافة إلى انسحاب التشكيلات المسلحة الموجودة في مطار مصراتة ومطار طرابلس الدولي.
كما يقضي الاتفاق بتسليم سجن معيتيقة إلى وزارة العدل والشرطة القضائية، بعد تغيير رئاسة سجن "القضائية" خلال الأيام المقبلة، إضافة إلى تسليم المطلوبين إلى مكتب النائب العام.
في المقابل، تُلزم الشروط الحكومة المؤقتة بسحب قواتها من طرابلس باتجاه مدن مصراتة وزليتن وغريان. غير أن مصادر أخرى من قوة الردع الخاصة، نفت التوصل لاتفاق بشأن تسليم مطار معيتيقة الدولي، من دون أن توضح مصير البنود الأخرى. وأكدت، لـ"إرم نيوز"، "تمسكها بمواصلة مهامها داخل المطار".
بدوره، أوضح المجلس الرئاسي، الذي يعمل أيضًا كمسهّل للوساطة تحت رعاية أنقرة، أنه يواصل جهوده للضغط على الأطراف المعنية من أجل القبول بالبدء في التنفيذ الفعلي للاتفاق.
ويسود هدوء حذر العاصمة طرابلس، بعد توافد أرتال عسكرية من معسكراتها منذ أسابيع، سواء من جانب المجموعات الموالية للحكومة أو من قوات جهاز الردع المدعومة بمجموعات من الزاوية والزنتان، إذ لا تزال هذه القوات متمركزة في عدد من المحاور الحيوية بالعاصمة.
وفي الأثناء، يُسمع دوي إطلاق نار من حين لآخر داخل مقار المجموعات المسلحة، وُصف بأنه استعراض قوة قبل الدخول في مواجهة أوسع.
وعقد وفد رفيع المستوى من جهاز المخابرات التركي، برئاسة نائب رئيس الجهاز جمال الدين تشاليك، الذي وصل إلى ليبيا مطلع الأسبوع الماضي، سلسلة لقاءات مع أطراف ليبية مختلفة، في إطار مساعٍ لاحتواء التوتر في طرابلس.
واجتمع الوفد التركي مع لجنة فض النزاع، قبل أن يلتقي لاحقًا قيادة جهاز الردع، في لقاء خُصص لبحث سبل تجنيب العاصمة أي حرب جديدة.
وجاءت هذه التحركات في سياق مساعي تركيا لتفادي اندلاع صراع جديد في طرابلس، علمًا بأن لها قوات تابعة داخل قاعدة معيتيقة العسكرية، ما يجعل الاستقرار في العاصمة مرتبطًا بمصالح أنقرة.
ووسط دعوات محلية وإقليمية ودولية إلى اعتماد الحوار كخيار لتسوية الخلافات بين الحكومة وجهاز الردع، تشهد مناطق الغرب الليبي حالة من الترقب مع تصاعد المخاوف من اندلاع مواجهات مسلحة، فضلًا عن القلق المتزايد لدى السكان الذين يتساءلون عن مستقبل المدينة في ظل هذه الأجواء المشحونة.