حذّرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن حركة حماس تؤخر عمدًا تسليم جثة ران جويلي آخر رهينة إسرائيلي، مستغلةً المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لتعزيز سيطرتها على القطاع وتقوية حكمها.
ونقل موقع "والا" العبري عن تلك المصادر، أن تسليم جثة آخر رهينة سيمثّل نهاية المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن نزع سلاح حماس وتسليم السلطة، ما يجعل الحركة غير مستعجلة لتنفيذ هذه الخطوة.
وقالت المصادر: "حماس ليست في عجلة من أمرها لتسليم الرهينة لإسرائيل، إذ يمثل هذا التسليم نهاية المرحلة الأولى وبداية المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن التزاماتها بنزع السلاح وتسليم السلطة"، مؤكدة أن الحركة على علم كامل بمكان الجثة.
وترى المصادر الأمنية أنه على إسرائيل دراسة استخدام وسائل الضغط على حماس في هذه المرحلة لدفعها نحو تسليم الجثة الأخيرة والمضي قدمًا نحو المرحلة الثانية من الاتفاق.
ولممارسة الضغط على حماس اقترحت المصادر تقليص دخول البضائع إلى القطاع أو ممارسة ضغط عسكري عبر مناورات برية إضافية، رغم الضغوط الأمريكية لتفعيل المرحلة الثانية قبل استلام الجثة الأخيرة.
في المرحلة الثانية من الاتفاق، من المفترض أن تصل قوة متعددة الجنسيات إلى قطاع غزة للمساعدة في نزع سلاح حماس، إلا أن المصادر الأمنية تشير إلى أن هذه الخطوة لا تزال نظرية فقط، إذ لم ترسل أي دولة قواتها فعليًا.
وقدّر أحد المصادر أن حماس تستفيد من دخول كميات من البضائع تفوق الاحتياجات الأساسية للقطاع، وتحوّل الفائض إلى موارد مالية.
وأضاف المصدر أن "المرحلة الأولى تخدم حماس بسبب هذه الكمية الكبيرة من البضائع".
وحذّر مصدر أمني آخر من أنه في المناطق التي لا يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي فعليًا، تتمتع حماس بسيطرة كاملة، ما يعزز قدراتها وفرض سيطرتها ويشكل رادعًا لعناصر المعارضة.
وأشار المصدر الأمني إلى أن حماس تنفذ عملية إعادة تأهيل متزامنة على عدة محاور، تشمل ترميم المستشفيات الفلسطينية، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وإعادة تشغيل المحاكم الشرعية والعسكرية، مؤكّدًا أن هذه الخطوات تُسهم في عودة الحركة إلى وضعها الطبيعي في القطاع.
وأشار المصدر الأمني إلى الميليشيات التي تشكل تحديًا لحماس، موضحًا أن الحركة تسيطر على الشارع الفلسطيني في قطاع غزة بقبضة حديدية، دون أي فرصة للاحتجاج أو تحدي آليات الأمن الفلسطينية. ويستثنى من ذلك المناطق الطرفية التي تنشط فيها الميليشيات المعادية لحماس، حيث يقتصر نشاط هذه الميليشيات على المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية أو القريبة من حدود "الخط الأصفر".