كشفت مصادر لبنانية مطلعة، لـ"إرم نيوز"، أن "بيروت لم تعد تملك أي وقت إضافي" بسبب "تعنت" حزب الله من جهة، و"تراخٍ" حكومي من جهة أخرى، وذلك بعد أن منح الموفد الأمريكي توماس باراك لبنان مهلة أخيرة تنتهي بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لإنهاء ملف سلاح حزب الله، تزامناً مع غارات إسرائيلية على لبنان، مساء اليوم.
وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تسعى لتفادي الحرب، لكنها لا تستبعد الخيار العسكري في حال عدم تحقق أي تقدم على الأرض، ولاسيما بعد تحذير باراك من تصعيد الضغوط الإسرائيلية على لبنان في حال تعثر التنفيذ.
ومساء اليوم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية إصابة شخص بجروح إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة طيردبا - قضاء صور، جنوبي البلاد، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الطيران الإسرائيلي نفذ غارة على البلدة، كما استهدف منزلاً في بلدة زوطر الشرقية في قضاء النبطية ودمّره.
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر "إنذارًا عاجلًا" جديداً لسكان بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان استعداداً لقصف مواقع فيها.
وقالت المصادر، لـ"إرم نيوز"، إن الإدارة الأمريكية تريد أن تمد مهلة السماح للبنان، حيث كانت المهلة الأولى حتى بداية العام المقبل 2026، انطلاقاً من تعهدات الدولة اللبنانية والقرار الرسمي بأن تنتهي مسألة حصر سلاح حزب الله قبل نهاية العام الجاري.
وأضافت المصادر أن الوقت ليس في صالح لبنان، وهناك تعثر واضح في تنفيذ هذا القرار السياسي بسبب تعنت حزب الله وتراخي الدولة اللبنانية، مشيرةً إلى أن التصعيد الإسرائيلي واضح، والضغط الأمريكي على إسرائيل كذلك واضح، ورغم ذلك مسألة المهل تضيق أمام لبنان لاتخاذ القرارات اللازمة.
وأشارت المصادر إلى أنه خلال هذه المدة طرحت الدولة اللبنانية مسألة التفاوض مع إسرائيل، لكن السؤال حول ماذا؟ فالمعلومات تقول إن المفاوضات تتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار، إلا أن البنود واضحة ومدخلها سحب سلاح حزب الله، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مفاوضات ما يعني أن هناك إشكالية في هذا الطرح بشكل عام.
وأوضحت المصادر أن هذا العرض متفاوت ما بين أن تكون المفاوضات مدنية، أم تبقى محصورة ضمن اللجنة الخماسية "الميكانيزم" المنبثقة عن قرار وقف إطلاق النار.
ولفتت المصادر إلى أن لا خيارات أمام لبنان وعليه الالتزام الكامل بالمهلة المحددة حتى نهاية نوفمبر، ورغم أن الدولة اللبنانية تتعرض إلى ضغط واضح، لكن وبالوقت نفسه هناك تقاعس من جانبها، ومحاولة حمايتها لحزب الله واضحة.
وأكدت المصادر أن أخطر ما في هذا الأمر الآن هو حماية حزب الله في وقت يجب أن يسلم كامل سلاحه، ومن المستحيل استمرار هذا الوضع ودوام تعرض لبنان لهذا التصعيد، فهذه المهلة تتعلق بتقديم إنجاز بعد شهرين من عدم إحراز أي تقدم، والتركيز على جنوب الليطاني ليس كل لبنان الذي يجب تطهيره كاملاً من سلاح حزب الله.
ولفتت المصادر أن إيران من تدفع حزب الله للتعنت وعدم تسليم السلاح، لاعتقادها أنها من الممكن أن تسهم في المساعدة بإحياء حزب الله، في وقت سيدفع كل لبنان الثمن، لذلك الجانب الأمريكي لا يريد الوصول إلى حرب، ولا يزال يأمل بأن يحل الأمر سلمياً، لكن إن لم يحدث ذلك خيار الحرب الطاحنة يقترب أكثر من أي وقت مضى.
وبيّنت أن هذه المهلة واضحة أيضاً؛ لأنها تسبق توقيع الاتفاق الأمني بين الجانبين السوري والإسرائيلي في واشنطن، مؤكدة أن الاتفاق قد يتضمن بنداً يتعلق بتدخل سوري على جبهة البقاع اللبناني للمساعدة في تدمير قدرات الحزب، بينما تتفرغ إسرائيل لمعالجة الجنوب اللبناني.
واختتمت المصادر حديثها بالإشارة إلى أن عدم إحراز أي تقدم دفع بإسرائيل إلى البدء بتوسيع عملياتها بوتيرة ستكون أعنف من السابق، لأن المهلة الممنوحة الآن لن تحقق شيئا ولن يتم سحب السلاح في موعده، ما يعني أن الأمر سيُحل عسكرياً وهذا ما لا أحد يريده.
يُذكر أن المتحدث باسم مستوطنة كريات شمونة، دورون شانابر قال في بيان: "سكان كريات شمونة ومستوطنات الجليل، في هذه الساعة بدأت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بعمليات ضربات في منطقة جنوب لبنان، ونتيجة لذلك قد يُسمع دوي انفجارات في منطقة الجليل وشمال هضبة الجولان".
وأضاف البيان: "في هذه المرحلة، لا توجد تأثيرات على المنطقة المدنية ولا توجد تعليمات خاصة، ومع أي تطور وفي حالة الضرورة، سنصدر بياناً إضافياً".
الكاتب والباحث السياسي خالد زين الدين أكد بدوره أن هذه المهلة تبدو الأخيرة بعد أن لمس الجانب الأمريكي مماطلة واضحة من جانب الدولة اللبنانية، معتبراً أن سحب بعض قطع من سلاح حزب الله والمخيمات ليس أكثر من تمثيلية يجب وضع نهاية لها.
وأكد زين الدين في حديثه لـ "إرم نيوز" أنه مع إعادة بناء قدرات حزب الله واستمرار إيران بالتمويل المالي له، أصبح الجانب الأمريكي أكثر تشدداً مع لبنان، إما سحب سلاح الحزب والمخيمات أو سيكون لبنان منعزلاً عن المنطقة.
وأضاف "إذا لم يتحقق ذلك سيتعرض الحزب لضربة كبيرة قاسية جداً، فضلاً عن عزل لبنان اقتصادياً وسياسياً عن النظام العالمي"، مؤكداً أن التهديدات جديّة، لأن واشنطن ماضية بتحقيق خطة السلام في المنطقة وتوسيع الاتفاقيات الإبراهيمية.
واختتم زين الدين حديثه بالإشارة إلى أن هذه الحرب ستكون الأخيرة في المنطقة فإما يلحق لبنان بركب من سبقه أو سيكون خارج السرب، وسيتم تسليم ملفه لسوريا ويتم وضعه مجدداً تحت الوصاية السورية، وتقسيم الدولة بعد اقتتال داخلي شديد.