"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال
كشف تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية عن اتساع الفجوة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدرجة أن ترامب بدأ يشعر بالسأم والإحباط لعدم إنهاء الحرب على غزة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن "مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لم يوارب أو يجمّل كلامه، خلال لقاء جمعه برهائن سابقين وأقارب محتجزين حاليين في غزة، حيث أكد أن إسرائيل تطيل أمد حرب تريد أمريكا إنهاءها".
وعشية إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وهو آخر أمريكي على قيد الحياة محتجز لدى حماس، أوضح ويتكوف "الفجوة بين ترامب وحكومة نتنياهو".
وذكرت القناة الـ12 العبرية نقلًا عن مصادر حضرت اللقاء: "قال ويتكوف نريد إعادة الرهائن إلى ديارهم، لكن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب".
وأضاف: "إسرائيل تُطيل أمد الحرب، رغم أننا لا نرى أي طريق آخر يمكننا التوجه إليه، وأنه لا بد من التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب".
وبحسب "الغارديان"، "كانت هذه أحدث حلقة في سلسلة من التجاهلات على أعلى المستويات وذات المخاطر العالية، من البيت الأبيض؛ ما يشير إلى أن أهم حليف لإسرائيل يشعر بالإحباط من حكومة نتنياهو، وربما يفقد اهتمامه بمصيرها".
وقال ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي السابق: "ترامب ليس ضد إسرائيل، لكنه لا يكترث لأمرها. بالنسبة لترامب، أصبح نتنياهو مصدر إزعاج، مصدر إزعاج لا يُسهم في تحسين الوضع المالي".
وتقول الصحيفة: "ربما لم يشرع ترامب في الهجمات المفتوحة التي ميزت علاقته مع قادة آخرين يخوضون حربًا يريد إنهاءها، مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتن، لكن التحركات السياسية الأخيرة قوضت الأمن الإسرائيلي، وأضعفت مكانتها الدبلوماسية، وتعارضت مع سياسة الدفاع الإسرائيلية، وخاصة فيما يتصل بكيفية التعامل مع إيران".
وأعلن ترامب، الأسبوع الماضي، عن اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، لم تكن إسرائيل على علم به من قبل.
ووصف ترامب المتمردين الحوثيين بـ"الشجعان"، بعد أيام قليلة من إصابة أحد صواريخهم المطار الرئيس في إسرائيل وهو مطار "بن غوريون"؛ ما دفع العديد من شركات الطيران الدولية إلى تعليق رحلاتها، وسط استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل.
وكان ترامب رفض في السابق الدعوات الإسرائيلية إلى القيام بعمل عسكري ضد إيران، وبدلًا من ذلك فتح محادثات مع طهران بشأن إنهاء برنامجها النووي.
وكان غياب إسرائيل اللافت عن جدول أعمال ترامب الرئاسي، خلال زيارته إلى الشرق الأوسط، أمرًا لا يُصدّق في العقود الأخيرة، وفق "الغارديان".
وقال إيلان باروخ، السفير الإسرائيلي السابق، الذي يرأس الآن مجموعة العمل السياسي التي تدعو إلى حل الدولتين: "يبدو أن ترامب قد شرع في مسار جديد تمامًا".
وكانت إسرائيل تتوقع من إدارة ترامب الالتزام بنموذج "القناعات المشتركة والمصالح الاستراتيجية المتبادلة". إلا أن ترامب هو أول رئيس منذ جيل يُشكك في هذه المعادلة، وفق الصحيفة.
في المقابل، قال ناداف إيال، المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن "الدعم القوي طويل الأمد لإسرائيل بين جزء كبير من قاعدة ترامب الجمهورية يعني أن نتنياهو في وضع أفضل للاحتفاظ بالدعم الأمريكي مقارنة بزعيم مثل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي".
وأضاف: "أما بالنسبة لمدى خطورة الضرر، فأقول إنه في الوقت الحالي ليس دائمًا... لم يصل إلى مرحلة الأزمة الشاملة بعد. أعتقد أن كلا الجانبين سيحاول التخفيف من حدته والتفاوض وتجنب المواجهة العلنية".
ورأت الصحيفة أنه "مع ذلك، فإن احتفال نتنياهو بالعلاقات الإسرائيلية الأمريكية في بداية العام، عندما كان أول زعيم أجنبي تتم دعوته إلى البيت الأبيض في فترة ولاية ترامب الثانية، يبدو الآن سابقًا لأوانه".
ورغم أن إطلاق سراح عيدان ألكسندر من غزة تم الاتفاق عليه، دون مساهمة إسرائيلية، فإن نتنياهو رد في البداية ليس بشكر ترامب، بل بادعاء الفضل في ذلك فعليًّا.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، قبل إطلاق سراح عيدان المخطط له: "إن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ألكسندر المتوقع دون أي مقابل سيكون ممكنًا بفضل السياسة القوية التي قدناها بدعم من الرئيس ترامب، وبفضل الضغط العسكري لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة".
ويواجه رئيس الوزراء بالفعل غضب عائلات الرهائن وأنصارهم، الذين يتهمونه بتمديد أمد الحرب ومعاناتهم لتحقيق مكاسب سياسية شخصية. ووصف أحدهم، إيناف تسينغاوكر، رئيس الوزراء يوم الاثنين، بأنه "ملاك الموت".
ولكنّ رد نتنياهو العنيف على إطلاق سراح ألكسندر قد يثير غضب عدو أقوى بكثير، والذي أصبحت شهيته اللامتناهية للثناء والاحترام الآن أساس السياسة الخارجية العالمية من بكين إلى بروكسل.
وعبّر منشور ترامب المحتفل بإطلاق سراح ألكسندر عن ما يتمنى رؤيته تاليًا، قائلاً: "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات النهائية اللازمة لإنهاء هذا الصراع الوحشي. أتطلع بشوق إلى يوم الاحتفال هذا!"
وترى الصحيفة أنَّ "هناك دعمًا واسعَ النطاق داخل إسرائيل لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من ثلثي البلاد يؤيدون الاتفاق".
وتستدرك الصحيفة بالقول: "لكن من بين الراغبين في مواصلة القتال، زعيما حزبين يمينيين متطرفين في قلب ائتلاف نتنياهو. وهذا يضع نتنياهو أمام خيارين: إما تعزيز حكومته، وأما دعم أهم علاقة لإسرائيل".
وقال بينكاس، الدبلوماسي السابق: "إذا أراد عودة ترامب إلى جانبه، فعليه اتخاذ إجراءات قد تُكلفه خسارة التحالف. إذا نظرنا إلى سيرته الذاتية وخبرته، نجد أنه مُدرك تمامًا لكل هذا. أما إذا نظرنا إلى سلوكه، فيبدو وكأنه لا يعلم ما يجري".