"كوباني".. عنوان المعركة الفاصلة في الشمال السوري

تمكنت فصائل "الجيش الوطني" من السيطرة على مدينة منبج الإستراتيجية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" منذ 8 سنوات، وهو ما يعزز مخاوف من اقتحام مدينة عين العرب - كوباني ذات الأهمية الإستراتيجية.

وقال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، إن الانسحاب من مدينة منبج وتسليمها لقوات الجيش الوطني، جاء بعد اتفاق بوساطة أمريكية، في مسعى لوقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية، والعمل للدخول في عملية سياسية تفضي إلى تحسين الوضع في البلاد.

المركز السوري لحقوق الإنسان، قال إن "الجيش الوطني" بدعم تركي، تمكن من السيطرة على مدينة منبج، وأن 218 عنصرًا قتلوا، من "قسد" والفصائل الموالية لتركيا.

 

 

مواجهة وشيكة في عين العرب

ويقول المحلل السياسي مازن بلال، إن على قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الإعداد لمواجهة ربما تكون وشيكة في مدينة عين العرب القريبة من منبج، ويضيف، أن "ما حصل في منبج، ربما يتكرر في عين العرب – كوباني، فالاتفاقات الأمريكية التركية تحاول محاصرة المعارك بين الفصائل تمهيدًا لاتفاق سياسي شامل بين مختلف الأطراف".

وتدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أما تركيا فتدعم الجيش الوطني، وسبق للطرفين أن خاضا بضع معارك قبل أن تتدخل الدولتان لفرض تسوية ما، فيما تبدو تركيا هي المرشحة للفوز بحصة الأسد بعد كل اتفاق.

رمزية كوباني

ويرى المراقبون أن اقتراب الحرب من عين العرب كوباني، ربما يختلف عن منبج، حيث المكون الكردي هو الغالب في هذه المدينة التي تنطوي على رمزية خاصة عند قوات سوريا الديمقراطية، كما أنها تنال اهتمامًا غربيًّا نظرًا لموقعها الإستراتيجي.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، كتبت على صفحتها في منصة "إكس" منشورًا قالت فيه، "إن كوباني رمز لنضال الكرد الشجعان ضد داعش" مضيفة، أن "إراقة المزيد من الدماء هو آخر شيء يجب أن يعيشه الناس بعد 14 عامًا من الحرب".

وحثت وزيرة الخارجية الألمانية، تركيا للتوقف والحفاظ على سلامة الأراضي السورية والعمل على السلام، إثر الاشتباكات العنيفة وعمليات القصف التي تشهدها عين العرب - كوباني هذه الأيام.

معاقل قوات "قسد" 

ويضيف بلال، أن "انتهاء المعارك في منبج وسيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا عليها، ينهي آخر معاقل قوات قسد غرب الفرات، لتتجه الأنظار إلى مدينة عين العرب – كوباني، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا شرق نهر الفرات".

وأكدت قوات سوريا الديمقراطية، عبر وكالة "هاوار" الرسمية، أن جنوب عين العرب - كوباني، يتعرض لهجوم عنيف في منطقة سد تشرين وجسر قرقوزاق، ويستخدم المسلحون الطائرات التركية المسيرة، حيث المعارك على أشدها.

خرق التهدئة

ويقول صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، لـ"إرم نيوز": "إن الأتراك يخرقون جهود التهدئة عبر مجموعاتهم المسلحة ويحاولون فرض أمر واقع في المنطقة".

وأصدرت قوات سوريا الديمقراطية بيانًا، اتهمت فيه تركيا بتقويض الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لفرض التهدئة، وقالت إن الهجمات وصلت إلى مناطق عديدة في محيط كوباني منها عين عيسى وسد تشرين، لكن قوات "قسد" تصدت لها.

وتتصاعد  التطورات في محيط عين عرب - كوباني، التي تختلف عن منبج من حيث الموقع والمكون الديموغرافي، وتشير الاتصالات والجهود الدولية إلى أن وصول المعارك إلى المناطق الكردية غرب الفرات، سيفتح ملف المنطقة الشرقية بشكل كامل للبحث من قبل جميع الأطراف الداعمة.