أكد خبراء عسكريون أن الجيش اللبناني يواجه تحديات كبيرة في هذه المرحلة والتي من الممكن اعتبارها الاختبار الأكبر منذ الاستقلال والإعلان عن الدولة اللبنانية.
وأضاف الخبراء أن الجيش سيقوم بتأمين كامل مناطقه الحدودية الجنوبية والشمالية والشرقية وذلك بطلب وضغط دولي وداخلي معا، بإمكانيات تعتبر جدا متواضعة لا تتناسب مع المهمات الملقاة على عاتقه.
وعن التحديات التي تواجه الجيش اللبناني يقول العقيد المتقاعد جميل أبو حمدان إن الجيش يواجه نقصا كبيرا في عديده الذي لا يكفي لتنفيذ المهمات الأمنية والانتشار على كامل المناطق الحدودية.
وأضاف أبو حمدان لـ"إرم نيوز" أن "مسألة رفع العديد بواقع ستة آلاف عنصر تحتاج لوقت طويل لإتمامها بالإضافة إلى التمويل الذي لا تملكه حاليا الدولة اللبنانية".
وأشار إلى أن "ضباط وعناصر الجيش يعانون من الأوضاع المادية المتردية بسبب انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية وانعدام القدرة الشرائية ولولا حكمة رئيس الجمهورية الجنرال جوزف عون وقيامه بدعم الرواتب من قبل بعض الدول العربية ربما كنا أمام حالة تفكك كبيرة يشهدها الجيش".
وقال إن "التحدي الثالث هو التسليح، فسلاح الجيش الحالي لا يمكنه الدخول في مواجهات إن حصلت؛ كون تسليحه أشبه بتسليح الدفاع الخفيف والمتوسط".
وأردف: "بالطبع فإن هذه المسألة ستكون مسألة جدلية بسبب رفض إسرائيل المتوقع لتسليح الجيش بشكل كامل يمكنه من مواجهة جيشها إن حصلت أي تطورات على الجبهة الجنوبية".
ولفت إلى أنه "بالنسبة للحدود الشمالية والشرقية أي المناطق المتاخمة لسوريا فالأمر مختلف وقد يحصل الجيش على استثناءات لمواجهة عمليات التسلل والتهريب".
ولفت أبو حمدان إلى قرار قد يتخذ فور تشكيل الحكومة الجديدة ويقضي بإعادة التجنيد الإجباري بعد سنوات من وقف العمل به لتعويض جزء من النقص العددي ليس فقط بالنسبة للجيش اللبناني بل أيضا بالنسبة لباقي الأجهزة الأمنية لتكون قادرة على تأمين الداخل بشكل كامل وليتسنى للجيش التفرغ بالكامل لمهماته الحدودية.
من جهته يرى الخبير العسكري يحيى محمد علي أن سلاحي الجو والبحرية في الجيش اللبناني لا يمتلكان القدرات لإنجاز عمليات المراقبة الجوية والبحرية ومراقبة كامل الحدود بشكل دقيق.
وأضاف علي: "بالتالي فإن التطوير يلزمه أموالا طائلة وحتى الدعم الدولي لن يكون كافيا للوصول إلى درجة الجهوزية المطلوبة، كما أن الموجود حاليا من الطائرات والقطع البحرية قديم ومتهالك ويحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة".
وذكر لـ "إرم نيوز" أن "الجيش اللبناني يحاول من خلال التواصل مع داعميه الاستعاضة عن التطوير الشامل بالحصول على التقنيات الحديثة من طائرات مسيرة من دون طيار ورادارات وأجهزة مراقبة إلكترونية".
وبين أن "المجال الجوي اللبناني صغير نسبيا ولا يحتاج إلى طائرات حربية حديثة لتغطيته".
وأضاف أن "المملكة المتحدة أعربت عن استعدادها لتزويد الجيش بأبراج مراقبة إلكترونية لنشرها على طول الحدود مع سوريا كما أعلنت استعدادها تدريب ضباط وعناصر الجيش بشكل كامل من خلال تواجد المراقبين البريطانيين إلى جانب الجيش اللبناني على الأرض لفترة يتم الاتفاق عليها".
ووفق الخبير العسكري، فإن "الولايات المتحدة وفرنسا ستزودان الجيش بعدد كبير من الآليات العسكرية خاصة المخصصة للمناطق الوعرة لتغطية المناطق الجردية التي يستغل المهربون وعورتها للتسلل والتهريب، بالإضافة إلى عدد من الرادارات لتغطية الشاطئ اللبناني بشكل كامل".