انتقد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين، ميروسلاف ينتشا، الطريقة التي تتعامل بها حركة "حماس" مع الرهائن الإسرائيليين، مجددًا الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، في وقت وصف فيه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مروعة وغير قابلة للاحتمال".
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أعرب ينتشا عن "فزعه" من مقاطع الفيديو التي نشرتها "حماس" و"الجهاد الإسلامي" للرهينتين إيفياتار ديفيد وروم براسلافسكي، حيث بدا عليهما النحول والتعب، وتحدثا عن "الظروف المروعة" التي يُحتجزان فيها، مشيرًا إلى أن أحد المقاطع أظهر ديفيد وهو يُجبر، كما يبدو، على حفر قبره، واصفًا تلك المشاهد بأنها "إهانة للبشرية نفسها".
وخصّ المسؤول الأممي بالحديث إيلاي ديفيد، شقيق أحد الرهائن، الذي شارك في الجلسة عبر الفيديو، قائلًا له: "آمل أن يتم الإفراج فورًا وبدون شروط عن شقيقك وجميع الرهائن المحتجزين في غزة".
وأشار ينتشا إلى أن "حماس وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى لا تزال تحتجز خمسين رهينة، يُعتقد أن 28 منهم لقوا حتفهم، في ظروف مروعة"، مؤكدًا أن "القانون الدولي ينص على أن أخذ الرهائن محظور ويُعد جريمة حرب".
كما وصف الوضع في غزة بأنه "مروع ولا يُطاق"، مضيفًا أن الفلسطينيين "يواجهون ظروفًا مزرية وغير إنسانية على نحو يومي"، وأشار إلى مقتل أكثر من 1200 فلسطيني وإصابة أكثر من 8100 منذ نهاية مايو، أثناء محاولاتهم الوصول إلى الغذاء، بما في ذلك قرب مواقع توزيع المساعدات التي تُسيطر عليها إسرائيل.
واتهم ينتشا إسرائيل بـ"مواصلة فرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، لافتًا إلى أن الكميات المسموح بدخولها "لا تُلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان"، مضيفًا أن "الجوع في كل مكان؛ يعلو وجوه الأطفال، ويظهر في يأس الآباء الذين يُخاطرون بحياتهم من أجل تأمين الطعام لعائلاتهم".
وأكد أن الأمين العام للأمم المتحدة يُدين بشدة "العنف الدائر في غزة، بما في ذلك إطلاق النار على المدنيين وقتلهم أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء"، مشددًا على أن "القانون الدولي يُحظر استهداف المدنيين أو حرمانهم عمدًا من الغذاء أو المساعدات، ويُعدّ ذلك جريمة حرب".
ودعا ينتشا إلى ضرورة أن "تسمح إسرائيل وتُيسّر فورًا مرور كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، دون إعاقات، لمنع مزيد من المعاناة وفقدان الأرواح".