قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن بلاده تتحرك في كل مكان وفي كل الاتجاهات لمنع تسلح "محور إيران".
وأوضح نتنياهو أن جيشه نفذ عملية "جريئة وناجحة في عمق سوريا"، في أول تعقيب له على عملية الكوماندوز الإسرائيلية في مدينة مصياف ضد منشأة للصواريخ الإيرانية"، في سبتمبر/ أيلول الماضي.
وأضاف نتنياهو: "أنا أحيي محاربينا الأبطال على العملية الجريئة والناجحة في عمق سوريا. هذه واحدة من أهم العمليات التي قمنا بها لإحباط محاولات المحور الإيراني للتسلح بهدف إيذائنا، وهي دليل على عزمنا وجرأتنا للعمل في أي مكان لحماية أنفسنا".
من جهته، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، اليوم الخميس، إن "إيران وضعت منذ سنوات دائرة من النار والصواريخ على حدود إسرائيل"، على حد تعبيره.
وأضاف معلقًا على كشف تفاصيل العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي، في سبتمبر/أيلول الماضي، ضد منشأة للصواريخ في مدينة مصياف السورية: "نحن ضربنا الدائرة ورأسها".
وأردف هاليفي قائلاً: "إن عمل وحدة شيلداغ في عمق سوريا ينضم إلى سلسلة من العمليات الجريئة في الأشهر الأخيرة لتدمير القدرات الإنتاجية الصاروخية للمحور الإيراني".
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس إن قواته الخاصة داهمت موقعًا سريًا لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر أيلول، وإن المصنع كان مخصصًا لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لاستخدامها ضد إسرائيل من جانب جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني للصحفيين في إفادة إن المجمع الواقع بالقرب من مصياف في محافظة حماة على مقربة من ساحل البحر المتوسط كان "رائد جهود التصنيع الإيرانية في منطقتنا".
وأضاف أن "هذا المرفق استهدف تصنيع مئات الصواريخ الاستراتيجية سنويًا من البداية إلى النهاية، ليستخدمها حزب الله في هجماته..."
وقال إن المصنع، الذي تم نحته في سفح جبل، ظل تحت مراقبة المخابرات الإسرائيلية منذ بدء بنائه في عام 2017، وكان على وشك أن يملك القدرة على تصنيع صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه بعضها يصل مداه إلى 300 كيلومتر.
وأضاف أن "هذه القدرة كانت في طريقها للتفعيل، لذا فإننا نتحدث عن تهديد فوري".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام القليلة الماضية تفاصيل المداهمة التي وقعت في الثامن من سبتمبر أيلول، لكن شوشاني قال إن هذا هو أول تأكيد من جانب الجيش الذي لا يدلي عادة بتعليقات بشأن عمليات للقوات الخاصة من هذا النوع.
وفي ذلك الوقت، قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن 16 شخصًا على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في غربي البلاد.
وقال شوشاني إن المداهمة الليلية التي استمرت ساعات كانت "واحدة من العمليات الأكثر تعقيدًا التي نفذتها قوات الدفاع الإسرائيلية في السنوات الماضية".
وأضاف أن المداهمة التي صاحبتها غارات جوية نفذت بمشاركة عشرات الطائرات ونحو 100 جندي محمولين بطائرات هليكوبتر.
وأضاف: "في نهاية المداهمة فككت القوات المنشأة بما في ذلك الآلات ومعدات التصنيع".
ونشر الجيش لقطات تظهر جنودًا إسرائيليين يصعدون وينزلون من طائرات هليكوبتر ويتحركون عبر ما يبدو أنه نفق مبطن بالخرسانة وموقع صناعي، ويفحصون وثائق.
وأظهرت لقطات أخرى كبار القادة في مركز التحكم في أثناء العملية على ما يبدو.
واتهم مسؤولون إسرائيليون الحكومة السورية السابقة بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد بمساعدة جماعة حزب الله اللبنانية في الحصول على أسلحة من إيران، وقالوا إنهم عازمون على وقف تدفق الأسلحة إلى لبنان.
ومع انهيار حكومة الأسد الشهر الماضي شنت إسرائيل سلسلة من الضربات قالت إنها استهدفت البنية التحتية العسكرية بسوريا ومواقع لتصنيع الأسلحة، لضمان عدم وقوعها في أيدي عناصر معادية.