علّق خبير سياسي على تعليق قطر مشاركتها في جهود الوساطة بمفاوضات غزة، وأنباء عن قرار الدوحة إغلاق مكاتب حركة حماس وترحيل مسؤوليها من الدولة، مؤكداً أن "ملف المفاوضات أصبح عبثياً وبالتالي لا يمكن التعويل عليه، ما يعني بالتالي ضغطاً على حماس".
وتُثار عدة تساؤلات من قبيل: بعد انسحاب قطر فعلاً من جهود الوساطة في غزة، ما السيناريوهات البديلة أمام حماس عسكرياً ومدنياً؟ وإلى أين ستسير صفقة الرهائن في غزة؟ وما مصير غزة بشكل عام؟ وكيف سينعكس انسحاب قطر على حرب لبنان وإسرائيل؟
ونفت حماس تلك الأنباء، مؤكدةً على لسان أحد قيادييها، أن الحركة لم تتلقَ أي طلب لإغلاق مكتبها في الدوحة، بعد تصريح بهذا المعنى أدلى به مصدر دبلوماسي، وسط ترحيب إسرائيلي بالقرار القطري.
وأوضح الخبير السياسي عامر السبايلة، لـ"إرم نيوز"، أنه "لا يمكن لقطر أن تبقى في زاوية الوسيط إذا لم تنتج، وإلا سيتم تصويرها من جهة (المؤيدة)، وهذا ما لا تريده قطر، وخصوصاً في الحقبة القادمة مع الإدارة الأمريكية الجديدة".
وشدد السبايلة على أن "انسحاب قطر يعني أن خطوط التفاهم مع حماس قد أُغلقت وتُركت، فيما من المرجح ترشيح مصر للعب دور عملي وسياسي، على أقل تقدير".
وتابع: "انسحاب قطر يعني أن مفهوم المفاوضات بشكل عام سيتجه نحو السلبية وعدم التفعيل، ريثما تستلم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة رسمياً، ما يعني أيضاً تحرر إسرائيل من أي ضغوطات فيما يتعلق بالمفاوضات وشروطها".
وتعليقاً على ما صرح به مصدر مطلع من أن المرجح للغاية أن تعود قطر عن تعليق وساطتها إذا أظهرت إسرائيل وحركة "حماس" إرادة جادة للاتفاق، قال السبايلة: "قد يكون ذلك وسيلة ضغط في النهاية، ورسالة إلى المتحكمين بمصير الرهائن، على أن ورقة قطر خسرت، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة لحماس، إذ يمكن رؤيتها من هذه الزاوية أيضاً".
وأضاف السبايلة: "الآن، إما أن تسلّم حماس الرهائن دون شروط مسبقة، أو ستكون أمام التصعيد الإسرائيلي الذي سيستمر في المرحلة المقبلة، وهذا يعني استمرار أمد الحرب وغياب أية حلول في الأفق".
