قامت حركة حماس بتغيير خططها في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة، من وضعية الكمائن، إلى المواجهة مباشرة، بعد خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخير في واشنطن أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، وانطلاق مفاوضات روما.
ففي المحاور الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس، حيث تشتد المعارك القتالية هناك بشكل مباشر، شوهدت عدة طائرات مروحية تهبط في المنطقة الواقعة بين بلدتي بني سهيلا وعبسان الجديدة شرقي المدينة، لإجلاء عدد من الجنود المصابين.
وأفادت مصادر محلية لـ "إرم نيوز "، أن ألسنة الدخان تتصاعد من مكان بين بني سهيلا وطريق عبسان الجديدة شرقي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، معتبرة أنه ناجم عن استهداف آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي من قبل الفصائل الفلسطينية، حيث شهدت المنطقة هبوط عدة طائرات مروحية.
تحسين شروط التفاوض
يقول الخبير في الشؤون العسكرية العميد رائد موسى:إن المعارك القتالية بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، اشتدت مع بدء جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة الإيطالية روما، بحضور الوسيطين المصري والقطري والوفد الإسرائيلي المكون من رئيس الشاباك ورئيس الموساد.
وأضاف موسى في حديث لـ"إرم نيوز":إن اشتداد المعارك القتالية، ناجم عن رغبة حركة حماس، بتحسين شروط "التفاوض"، الذي قد يخفف الضغط على الوفد الحمساوي الذي يعاني من ضغط عسكري وسياسي اسرائيلي غير مسبوق.
وتابع: ومع محاولات التصدي من قبل حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية العسكرية، تسعى الحركة لإيقاع عدد من القتلى وتدمير عدد من الآليات العسكرية، وصولًا إلى عملية خطف جديدة لجنود من الميدان، يمكن أن تؤدي إلى وقف مؤقت لإطلاق النار.
ادعاءات الجيش "كذبة"
وأوضح الخبير العسكري موسى، أن حركة حماس فهمت بعد خطاب نتنياهو الأخير في واشنطن أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، استطاع أن يقنع دوائر صنع القرار هناك بضرورة القضاء على حركة حماس، لذلك اختارت هذه المرة المواجهة العسكرية المفتوحة، بديلًا عن الكمائن المنفردة.
ولفت موسى إلى أن حدة المعارك المندلعة في المحاور الشرقية والجنوبية لمدينة خان يونس، هي رسالة واضحة للقيادة العسكرية الإسرائيلية، مفادها أن تفكيك كتائب حماس القتاليّة في خان يونس، بحسب ادعاءات قادة الجيش الإسرائيلي هي مجرد "كذبة".
تغيير النمط القتالي
من جهته، قال الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم:"إن حماس تحاول استخدام آخر أوراقها العسكرية، لإحداث تغيير واختراق في المفاوضات، لا سيما مع اشتداد الضغوط الإسرائيلية على وفد حماس المفاوض".
وأضاف نجم في حديث لـ"إرم نيوز": أنه لم يعد هناك مجال أمام حركة حماس، إلا خيار المواجهة المباشرة بعد اعتمادها لفترة طويلة على خيار الكمائن المركبة، لا سيما بعد تصريحات قادة الجيش بـ "ورود"، معلومات استخباراتية دقيقة، تشير إلى أماكن لعدة مخابئ وبنى تحتية عسكرية تابعة للحركة.
وتابع: تعيش حركة حماس أزمة على المستويين السياسي والعسكري بعد تحول مفهوم "وحدة الساحات"بين قوى ما يطلق عليه "محور المقاومة"، إلى جبهة "إسناد"، وشعور عدة مستويات قيادية في الحركة بـ "الخذلان"، من "محور المقاومة" الإيراني، وإن ادّعوا غير ذلك، على حد قوله.
ولفت الخبير السياسي، إلى أن ذلك يظهر جليًا من اتخاذ الحركة الفلسطينية، خطوات أحادية بتغيير النمط القتالي بعد فشل التدخلات العسكرية لميليشيات حزب الله والحوثيين من ثني الضربات الإسرائيلية في عمق المدن، فضلًا عن رفع وتيرة الاغتيالات لعدد من القيادات العسكرية لحركة حماس.