logo
العالم العربي

خاص- الميليشيات العراقية تفتح باب التجنيد بمعسكرات بعضها في إيران

خاص- الميليشيات العراقية تفتح باب التجنيد بمعسكرات بعضها في إيران
من الفصائل العراقيةالمصدر: أرشيفية
28 نوفمبر 2024، 9:31 ص

 عصام العبيدي 

كشف مصدر عراقي مطلع، أن الميليشيات المسلحة في العراق فتحت باب التجنيد بشكل سري، لضم المزيد من العناصر إلى صفوفها، وسط تساؤلات عمّا وراء هذا التحرك المفاجئ، ومدى ارتباطه بتوقف الحرب في لبنان، وتوجّه الأنظار إلى تلك الميليشيات.

وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز"، إن "ميليشيات مسلحة بعضها منضوية فيما يُعرف بـ"تنسيقية المقاومة" المنخرطة في الحرب ضد إسرائيل، بدأت باستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها، عبر وعود بتعيينهم في المستقبل، ضمن كوادرها، فيما يحصلون في الوقت الراهن، على مكافآت رمزية".

وأوضح المصدر أن "هؤلاء العناصر من مختلف الفئات المتعلمة وغير المتعلمة، وهم غالبًا يبحثون عن فرص عمل، حيث يتطلب انضمامهم تزكية من أحد العناصر السابقين أو شخصيات قيادية".

ولفت إلى أن "البرنامج يتكوّن من سلسلة إجراءات، تبدأ بالتجنيد والتدريب في محافظات عدة، مثل بغداد، وميسان، والبصرة، للتدريب في معسكر أشرف بمحافظة ديالي، وبعضهم في إيران، وصولًا إلى زجهم في  الأنشطة المتنوعة لهذه الميليشيات".

أخبار ذات علاقة

الفصائل العراقية المسلحة

خاص- الموقف من هدنة لبنان يثير الانقسامات بين الميليشيات العراقية

مرحلة جديدة

وبرغم انخراط الميليشيات العراقية في الحرب الدائرة ضد إسرائيل، إلا أن خبراء أمنيين يرون أن التحرك الجديد، لا يأتي في سياق زيادة عناصر هذه الميليشيات، وتضخيم أعدادها، وإنما يأتي بحثًا عن الأشخاص النوعيين، فضلًا عن التهيؤ للمرحلة المقبلة ومتطلباتها، واستعدادًا لأي طارئ.

وفي بلد ترتفع فيه نسب البطالة إلى نحو 17%، فإن الحصول على وظائف، يمثل حلمًا بالنسبة للكثيرين، خاصة فئة الخريجين؛ ما يجعل الانضمام إلى أي نشاط عسكري أو مدني ضمن الخيارات المطروحة.

بدوره قال محمد المحمودي، وهو مدير مكتب النائب في البرلمان سجاد سالم، إن "إحدى الميليشيات المسلحة في محافظة واسط تعمل أيضاً على استقطاب الشباب بذريعة التعيين، ولا يُلام الشباب على الاندفاع والتسجيل بحثًا عن فرصة عمل وتوفير راتب".

وأوضح المحمودي في تعليق عبر "فيس بوك"، أن "هؤلاء الشباب يُراد لهم أن يكونوا حطب هذه الميليشيات، التي لا تدفع بنخبتها أو ما يسموهم (الجسم) للمعركة، وإنما يجعلون من ولد (الخايبة) هدفًا لأي ضربة، والمثير أن هذه الميليشيات تعي نقمة الناس عليها، فتتستر بأسماء لها علاقة بالدولة".

مهمة داخلية

من جهته، رأى الباحث في الشؤون الإستراتيجية، علاء النشوع، أن "هذا التجنيد تحضير لمهمة داخليه أكثر مما هي مواجهة خارجية، كما أن هناك تركيزًا على طلبة الجامعات وخاصة الخريجين الذين لم يحصلوا على تعيينات"، مشيرًا إلى أن "هذه الميليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني؛ إذ تدرب الكثير من هؤلاء الشباب داخل إيران".

وأوضح النشوع لـ"إرم نيوز" أن "التجنيد الجديد يرتبط بأمرين الأول، هو ارتباطات الحكومة العميقة بتغيير الوضع لصالحها في حالة تمرد الدولة الحاليه عليها، والثاني هو مواجهة التغيير الذي تعكسه السياسة الدولية والمواجهة الإقليمية، باعتبار أن الدولة العميقة أنشأتها إيران، وتسيطر على قرارها السياسي والديني".

أخبار ذات علاقة

عراقي يرفع راية "كتائب حزب الله"

لتجنب "التهديدات".. مهمة معقدة لدمج الميليشيات العراقية في المؤسسة الأمنية

خطوة متزامنة مع قدوم ترامب

ويأتي التحرك المفاجئ، في ظل مرحلة جديدة، قد تعيشها المنطقة بشكل عام، والميليشيات العراقية، مع قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة، خاصة بعد توقف الحرب في لبنان، وتوجّه الأنظار إلى تلك الميليشيات.

ويأتي تحرك الميليشيات العراقية نحو استقطاب عناصر جديدة، وفق مراقبين، ضمن سباق التسلح والتعداد، حيث أعلن واثق البطاط، وهو قائد ميليشيا "جيش المختار"، مؤخرًا امتلاكه نحو 280 ألف عنصر، بعضهم في محافظة نينوى شمالي البلاد، وذلك في سياق استعراض قوته أمام الميليشيات الأخرى.

ويمثل العدد بالنسبة لهذه الميليشيات، أهمية كبيرة، بسبب المنافسة الحاصلة بينها، كما أنه يعد المؤشر الذي تُمنح وفقه الحصة من الموازنة المالية للدولة، ضمن هيئة "الحشد الشعبي" المظلة القانونية للمليشيات في العراق، التي تحصل على موازنة تقدر سنويًا بأكثر من ملياري دولار.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC