كشفت مصادر أن الجيش الإسرائيلي قام بنقل آلاف الصواريخ والقنابل الثقيلة الوزن من القواعد العسكرية داخل إسرائيل إلى جبهة القتال في قطاع غزة، عبر جسر جوي أقامه منذ بداية معركة "عربات جدعون 2".
وأسقطت الطائرات الإسرائيلية مئات القنابل الثقيلة والصواريخ على مختلف المرافق في مدينة غزة، مما تسبب في دمار شامل للبنية التحتية ومرافق الحياة، وهو ما دفع مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين إلى رحلة نزوح جديدة داخل القطاع.
وبحسب مراكز رصد متخصصة في تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإن رحلة النزوح الجديدة "من الموت إلى الموت"، كما يطلق عليها الفلسطينيون، تُعد الثامنة من نوعها خلال 23 شهراً من عمر الحرب التي شارفت على دخول عامها الثالث.
وكان الجيش الإسرائيلي قد طلب من المواطنين الفلسطينيين إخلاء مدينة غزة والاتجاه نحو وسط وجنوب القطاع، وهي مناطق لم تعد صالحة للعيش بسبب الدمار الشامل الذي تسببت به الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية طيلة أكثر من 700 يوم.
وقال المحلل السياسي سليمان الطوال، إن الدمار الذي تسببت به هجمات الجيش الإسرائيلي للبنية التحتية في مدينة غزة فرض على المواطنين الفلسطينيين رحلة نزوح جديدة "من الموت إلى الموت" منذ بداية الحرب.
وأوضح المحلل الطوال لـ"إرم نيوز" أن النزوح الأخير جاء عقب مئات الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية، وأسقطت خلالها قنابل ثقيلة أمريكية الصنع من طراز MK-83 بزنة 750 كجم، وMK-84 بزنة 1000 كجم، على المنازل والبنايات المرتفعة، التي تحولت إلى حطام متناثر خلال أقل من دقيقة.
وأكد الطوال أن الجسر الجوي الإسرائيلي، المخصص لنقل آلاف القنابل الثقيلة والصواريخ، يعكس استراتيجية جديدة للجيش الإسرائيلي تهدف إلى تنفيذ عملية تدمير شامل وغير مسبوق لمختلف مرافق الحياة في مدينة غزة.
من جهته، وصف المحلل السياسي هلال الرياحي الجسر الجوي الإسرائيلي لنقل القنابل الثقيلة من قواعد داخل إسرائيل لإسقاطها على غزة بأنه "أكبر عملية تدمير جوية" منذ أكتوبر 2023.
ويرى المحلل الرياحي في تصريح لـ"إرم نيوز" أن التدمير الممنهج الذي ينفذه الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة غير مسبوق، ويتم بدعم عسكري واستخباري أمريكي منقطع النظير لإسرائيل.
وأدى الهجوم على مدينة غزة إلى نزوح إضافي لآلاف السكان، مما يرفع عدد مرات النزوح الجماعي إلى 8 مرات منذ أكتوبر 2023، حيث وصل عدد النازحين إلى الجنوب في الشهر الجاري إلى 350 ألفًا.