كشفت مصادر لبنانية أن إسرائيل تسعى لتوسيع المنطقة العازلة في جنوب لبنان التي يصل عمقها حاليًا إلى نحو 5 كيلومترات، بحيث تمتد لتشمل أجزاء من البقاع، بالإضافة إلى خط نهر الليطاني، ليصل عمقها إلى 30 كيلومترًا.
وقالت المصادر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تبلغت بالتوجه الإسرائيلي بشأن توسيع مساحة المنطقة العازلة خلال اجتماعات اللجنة الخماسية المشرفة على تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار، والتي عقدت آخر اجتماعاتها يوم أمس الأحد بحضور المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس.
وأوضحت المصادر، أن الخطة الإسرائيلية تستهدف إنشاء منطقة خالية من السكان في الجنوب اللبناني مع مناطق أخرى مأهولة بخصائص أمنية محدودة، مشابهًا لما تم فرضه في جنوب سوريا.
وأكدت أن خطة توسيع المنطقة العازلة، التي قد تمتد إلى نهر الأولي، أثارت المخاوف من تفتيت السيادة اللبنانية وتعميق الأزمة الإنسانية، وسط بدء نقاشات في الأوساط السياسية حول رد فعل الجيش اللبناني في حال إقرار الخطة.
وفيما يطالب لبنان بانسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس التي احتلها خلال الحرب الأخيرة، وذلك لاستكمال تطبيق القرار الخاص بحصر السلاح بيد الدولة، ونزع سلاح ميليشيا حزب الله، فإن إسرائيل ترفض التخلي عن المناطق التي احتلتها حتى الآن.
ويأتي التوجه الإسرائيلي بتوسيع المنطقة العازلة ليشكل سببًا إضافيًا لتصاعد حدة التوتر مع لبنان، خاصة في ظل عدم ممارسة الجانب الأمريكي أي ضغط على إسرائيل للالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، والقرار الأممي 1701.
ويرى المحلل السياسي، لطيف أبو السبع، أن الخطة الإسرائيلية لتوسيع المنطقة العازلة مع لبنان تمثل خرقًا جديدًا لاتفاقية وقف إطلاق النار والقرارات الأممية، الأمر الذي من شأنه احتلال المزيد من الأراضي اللبنانية بالإضافة إلى النقاط الخمس التي ما زالت تحتلها حتى الآن.
وقال المحلل أبو السبع، إن توسيع المنطقة العازلة جنوب الليطاني لن يشمل أجزاء من البقاع الجنوبي فقط، بل ربما سيصل إلى المناطق المحاذية للنقاط الأمنية السورية، وذلك لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته.
وأكد أن الخطة الإسرائيلية بتوسيع المنطقة العازلة ستسهم في تصعيد عسكري إسرائيلي مع حزب الله والجيش اللبناني الذي ربط تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة بانسحاب إسرائيلي من المناطق التي احتلتها في الحرب الأخيرة.
من جانبه، قال المحلل السياسي، ميشيل نجم، إن من شأن الخطة الإسرائيلية لتوسيع المنطقة العازلة تشريد الآلاف من سكان مناطق الجنوب اللبناني من بلداتهم وقراهم مما يزيد التوترات بين البلدين.
وأضاف نجم أن الخطة الإسرائيلية لتوسيع مساحة المنطقة العازلة تستهدف تفتيت لبنان إلى "كانتونات" كما هو مطبق في الضفة الغربية.
وأكد أن سعي إسرائيل لتوسيع المنطقة العازلة إلى البقاع يُهدد السيادة اللبنانية ويُعمق الأزمة، ما يتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا لمنع التصعيد الذي يصل إلى مرحلة الصدام العسكري مجددًا مع حزب الله.
