اليمنتسبب مقذوف من مخلفات الحرب في اليمن، بمقتل 5 أطفال يمنيين في مديرية التعزية، شمالي محافظة تعز، جنوب غربي البلاد.
وتشير مصادر يمنية، إلى أن "الأطفال الخمسة، عندما كانوا يلهون مع بعضهم، صادفوا أثناء ذلك مقذوفًا حربيًا، ولكونهم لا يدركون خطورته، عبثوا به مما أدّى إلى انفجاره، متسببًا بمقتلهم جميعًا".
وأكد المرصد اليمني للألغام "مقتل خمسة أطفال، تتراوح أعمارهم بين الـ 12 و 14 عامًا، جراء جسم حربي أثناء العبث به".
وسارعت وسائل إعلام حوثية إلى استثمار الحادثة التي وقعت في مناطق سيطرة الميليشيا، موجهًا الاتهام لقوات الجيش اليمني بقصف المنطقة بقذائف مدفعية "الهاون"، حسب زعمها.
في المقابل، أصدرت قيادة محور تعز التابعة للجيش اليمني، بيانًا نفت فيه مزاعم إعلام الحوثيين، محملة في الوقت نفسه الميليشيا المسؤولية الكاملة عن الحادث.
وجاء في البيان: "تابعت قيادة محور تعز ما تروّج له وسائل إعلام ميليشيا الحوثي الإرهابية من مزاعم كاذبة حول سقوط قذيفة هاون –بحسب ادعائهم– على منطقة العرسوم جوار جامع النور، واتهام قوات الجيش الوطني بالمسؤولية عن الحادث المؤسف الذي راح ضحيته خمسة أطفال".
وأكدت قيادة محور تعز "عدم تنفيذ وحدات الجيش الوطني لأي عملية عسكرية أو استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة في هذا القطاع خلال يوم أمس الجمعة".
وأشار البيان إلى أن "سبب الحادث يعود إلى انفجار بقايا مقذوف من مخلفات الحرب الحوثية، عثر عليه الأطفال وحاولوا العبث به".
وأكد أن "توظيف دماء الأطفال الأبرياء، في (بروباغندا) إعلامية لتبرير استهداف المدنيين، هو جريمة لا تقل بشاعة عن الجريمة الأصلية".
ودعت قيادة محور تعز "المنظمات الدولية والحقوقية، لتحمّل مسؤوليتها في توثيق هذه الجرائم، وفضح أساليب ميليشيا الحوثي، التي تستغل الأطفال والمناطق الآهلة بالسكان في أعمالها العدائية".
في غضون ذلك، اعتبرت الحكومة اليمنية مساعي الحوثيين في إلصاق الجريمة بالجيش اليمني "محاولة بائسة للتنصل من مسؤوليتها".
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، إن المنطقة التي وقع فيها الحادث بعيدة عن خطوط المواجهات، "ولم تسجل فيها أي اشتباكات، كما لم تطلق أي قذائف باتجاهها، نظرًا لكونها منطقة مأهولة بالسكان، والجيش الوطني يدرك ذلك تمامًا".
وأضاف الإرياني، في منشور أورده عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن "قوات الجيش اليمني لا تقوم بزراعة الألغام والعبوات الناسفة ولا تصنيعها، وهو ما يدحض هذه المزاعم الكاذبة، ويؤكد مسؤولية الميليشيا الكاملة عن الجريمة".
ووصف الإرياني الجريمة بـ"المروعة"، مشيرًا إلى أنها "تمثل حلقة جديدة في سلسلة الجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين والأطفال، سواء في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، أو في المناطق المحررة، نتيجة إصرارها على زراعة الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي في خطوط التماس والمزارع والطرقات، والتي تجرفها الأمطار لاحقًا إلى القرى والمناطق المأهولة بالسكان، ليذهب ضحيتها الأبرياء".
وتسجل الإحصاءات والتقارير المعنية بالرصد والتوثيق، ارتفاعًا شهريًا في أعداد الضحايا اليمنيين، الذين يسقطون بشكل يومي جراء انفجار الألغام، حيث راح الآلاف قتلى، فيما تعرّض الناجون لإصابات بالغة تصل إلى إعاقات مزمنة.
وبحسب التصنيفات العالمية، بات اليمن يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث عدد ضحايا الألغام، إذ اقترب إجمالي ضحايا القنابل العنقودية والألغام الأرضية من 10 آلاف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك منذ مارس/آذار من عام 2015، ولا يزال عدّاد الضحايا في تصاعد مستمر.
وعمد الحوثيون على زراعة الألغام والعبوات الناسفة في العديد من المناطق والمحافظات، دون أدنى اهتمام تجاه حياة اليمنيين، كما ترفض في الوقت نفسه، تسليم الجهات المحايدة خرائط زراعة الألغام، التي توضح المواقع التي قامت فيها عناصرها بتفخيخها.