يرى خبراء أن الاجتماع بين المبعوث الأمريكي ومسؤول قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي قد تناول ملف السويداء وسط تقارير عن مطالبات محلية بدخول "قسد" إلى المحافظة، في محاولة لاحتواء التصعيد الأمني هناك.
ويُرجع مراقبون سبب تركيز الاجتماع على هذا الملف إلى المخاوف من توسع نفوذ الفصائل المسلحة، لا سيما بعد مناشدات درزية وكردية تدعو إلى تدخل "قسد" لحماية المدنيين، رغم التحديات الجغرافية.
وتشير تحليلات إلى أن واشنطن تسعى لتعزيز دور "قسد" كطرف فاعل في المعادلة السورية، مع الحفاظ على خطوطها الحمراء الخاصة بالدمج والإدارة الذاتية.
حول هذا الموضوع، قال رئيس منظمة كرد بلا حدود، كادار بيري، إن تصريحات الموفد الأمريكي توماس باراك متناقضة مؤخراً حول الملف السوري، لجهة طرح موضوعات ومن ثم نفيها، كحديثه عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني، ليتراجع لاحقاً عن هذا التصريح.
وأضاف لـ "إرم نيوز" قائلا: "فيما يتعلق بالاجتماع الذي جرى مع قائد قوات قسد، مظلوم عبدي، وبحسب ما تم تداوله فإن الاجتماع كان إيجابياً جداً، وبحثا مسألة دور قسد في مستقبل سوريا واستقرارها، خاصة أن الجميع يعلم أن لقوات قسد خطوطا حمراء لطالما طرحتها سابقاً للنظام السابق، واليوم تعيد طرحها للحكومة الجديدة في دمشق".
وأوضح أن خصوصية "قسد" لا تنازل عنها، حيث إن الدمج يكون ككتلة، والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومركزية الدولة السورية، مشيراً إلى أن هذه الأمور الثلاثة هي خطوط حمراء ولا يمكن التراجع عنها، مبيّناً أن الاجتماع كان إيجابياً في ظل الظروف التي تمر بها سوريا وتحديداً ما يحدث في السويداء.
وبيّن المسؤول الكردي أن المبعوث الأمريكي يدرك بأن ما حصل في السويداء هو أن كتلة وحيدة تدافع عن نفسها، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنه "يجب عدم المساس بتلك المنطقة وأن تدخلها مجموعات راديكالية".
وأضاف "هذا يدركه المبعوث بأن أبناء شمال وشرق سوريا اليوم بمجملهم هم خلف قوات قسد، والأمر مختلف كلياً هناك".
من جانبه، قال الباحث السياسي، إبراهيم مسلم إن الاجتماع كان طارئا نتيجة الأوضاع الراهنة، وبالتحديد ملف السويداء، وظاهرياً يتعلق بانخراط قسد والإدارة الذاتية مع الإدارة المؤقتة في دمشق، من أجل إحداث توازن من خلال تأثير قسد على الفصائل غير المنضبطة.
وأضاف مسلم لـ "إرم نيوز" أن مناشدات خرجت من السويداء ونشطاء أكراد بأن تتدخل الإدارة الذاتية وقسد لحماية المدنيين، لكن الوضع الجغرافي لم يسمح بذلك.
وبيّن مسلم أن غالبية النشطاء الأكراد أيضاً طالبوا الإدارة الذاتية وقسد باتخاذ موقف من هذه الفصائل التي لا تحارب فقط الدروز في السويداء إنما أيضاً قوات قسد، وذلك في اليوم الأول من أحداث السويداء، وقد تحركت مجموعات ودخلت منطقة دير حافر وفي دير الزور، لذلك هذا الوضع يستدعي تكاتف كل الجهات لوضع حد لهذه الأوضاع.