في عملية تهدف إلى احتلال قطاع غزة بالكامل، بدأ الجيش الإسرائيلي عبر سلاح الهندسة المدعم بقطعات حربية أرضية وجوية، عملية "جدعون 2"، لتمشيط القطاع ومحاصرة حماس من خلال تدمير واسع لأحياء سكنية وتسويتها بالأرض، فيما أشار خبراء إلى أن خطة احتلال غزة ناقصة و"لن تكون سهلة وستواجه معيقات لوجستية وعسكرية".
وأدت العمليات الإسرائيلية خلال 24 ساعة إلى مقتل 25 فلسطينياً، فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي وإصابة 11 بجروح خطيرة إثر مرور ناقلة جند مدرعة من نوع "نمر" على عبوة ناسفة في حي الزيتون.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل المناورة البرية، والأنشطة الهجومية في القطاع، عبر عملية واسعة ذكر في بيان أنها تأتي لتقييم الوضع وتوجيهات المستوى السياسي، معتبرا أن غزة منطقة قتال خطيرة.
وحول الأهداف العسكرية والاستراتيجية التي تسعى إليها إسرائيل، يقول الفريق المتقاعد من الجيش الأردني غازي الطيب، إن "هناك ظواهر عسكرية ودلالات من تصريحات لسياسيين إسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو نحو هدف احتلال غزة، وهي عملية لن تكون سهلة وستواجه معيقات لوجستية وعسكرية".
ويقول الطيب في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل بدأت بأولى المراحل وهي إنشاء أحزمة عازلة عريضة في غزة، وتوسيع قاعدة المخبرين، وتشديد الرقابة على الأنفاق والساحل، وتقسيم غزة لمربعات أمنية، وهذه دلائل على أن الإسرائيلي مستعد للاحتلال، ولكن ذلك ليس سهلاً، فهناك 2 مليون غزاوي يشكلون حواضن للمقاومة، رغم ما يواجهون من تجويع وحصار وتدمير، ومنع وصول أي إمداد عسكري لحماس".
ويرى الطيب أن "الخطة الإسرائيلية ليست كاملة ويصعب معها احتلال غزة، وما يحاوله نتنياهو التنفيذ بأسرع وقت في ظل الضغوطات الدولية بخاصة من أوروبا الداعية لوقف الحرب، وهو يسعى للإجهاز على ملف غزة للتفرغ للضفة الغربية وجنوب لبنان والحوثيين"، وفق تقديره.
ومن جانبه، يقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد من الجيش الأردني ضيف الله الدبوبي، إن "دلالات الهدف الإسرائيلي باحتلال قطاع غزة، ظهرت منذ نحو أسبوع بإرسال الجيش لروبوتات مفخخة وناقلات مفخخة، وبدأت بتفجير البيوت في المنطقة الشرقية والجنوبية من غزة، وكذلك حشد القطع العسكرية واستدعاء 60 ألف جندي".
ويضيف الدبوبي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "العمليات التمهيدية بدأت بتدمير مربعات سكنية من أجل التقدم دون خوف ودون عوارض وحواجز، والمصابون الإسرائيليون هم من سلاح الهندسة ما يعطي مؤشراً أن هذا السلاح هو المتواجد في المقدمة بهدف تمشيط القطاع، والواضح من حديث نتنياهو بأنه سينهي الأمر خلال (3) أشهر، لأن هدفه التمشيط الكامل مترا مترا" وفق تعبيره.
ويتابع الجنرال الدبوبي أن "هدف الجيش الإسرائيلي تطهير الأرض من أجل السيطرة عليها، لقناعته أن بعض الأنفاق تنتهي في المنازل السكنية، ورغم ذلك لن تكون العملية سهلة وستشهد خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث إن حماس تجيد حرب الشوارع والكوماندوز".
وكانت قناة "كان" العبرية، كشفت أن خطة احتلال مدينة غزة تتكون من 4 مراحل عملياتية بشكل تدريجي، أولها يتمثل في "الجهد الإنساني" والذي يشمل إقامة مجمعات للسكان جنوب القطاع تحتوي على خيام، وطعام، ومياه وعيادات بل ومستشفيات أيضاً.
أما المرحلة الثانية فهي "الإخلاء التدريجي" حيث سيتم إطلاق عملية واسعة لنقل السكان من مناطقهم في مدينة غزة، والمرحلة الثالثة هي "العملية البرية" ومن خلالها سيتم تطويق مدينة غزة بالقوات الإسرائيلية العاملة في الميدان، مع استمرار إجلاء السكان، في حين أن المرحلة الرابعة "الاحتلال والسيطرة"، وهي ما تسمى "المرحلة المكثفة"، حيث سيدخل الجيش إلى عمق غزة ويحتلها بشكل تدريجي وبطيء، مع استمرار القصف الجوي.
وتواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطاً متزايدة لإنهاء الحرب التي اندلعت، في القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وذلك في ظل أزمة إنسانية حادة.