"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
في اعترافات غير مسبوقة، كشف أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، عن رحلته المثيرة من الانضمام إلى القاعدة في العراق، إلى قيادته لهيئة تحرير الشام، التي تحولت إلى أحد أبرز الفصائل المسلحة في سوريا.
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع بودكاست "ذا ريست أوف بوليتكس"، حيث تحدث مع كلٍّ من أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وروري ستيوارت، الوزير البريطاني المحافظ السابق، عن تحولات فكرية وأحداث مفصلية قادته إلى قلب الصراعات في المنطقة.
ثائر في شوارع دمشق القديمة
يستعيد الشرع بداية وعيه السياسي قائلًا: "كنت في التاسعة عشرة من عمري عندما بدأت أدرك حجم القمع والاضطهاد في سوريا، لم يكن الأمر محصورًا في دمشق، بل كان جزءًا من معاناة الإقليم بأكمله، وكان للانتفاضة الفلسطينية أثر عميق في إدراكي لما يحدث".
وأضاف "كنت أتجول في أزقة دمشق القديمة، أشعر بأن التاريخ يتحدث في كل زاوية، لكنني كنت أرى أيضًا واقع سوريا القاتم، وقناعتي كانت تزداد بأن النظام يجب أن يزول".
العبور إلى العراق
مع تصاعد الأحداث في العراق عقب الغزو الأمريكي العام 2003، اتخذ الشرع قراره بالانضمام إلى المقاومة هناك، قائلًا: "لم تكن لدينا الإمكانيات أو الخبرة الكافية لمواجهة النظام في سوريا، لذلك قررت الذهاب إلى العراق، حيث كانت الحرب تمنح فرصة لاكتساب الخبرة، وكذلك للدفاع عن أهل العراق".
وأضاف "عملت مع فصائل مختلفة، لكن مع الوقت، تقلصت الخيارات حتى وجدت نفسي داخل تنظيم القاعدة في العراق".
من أبو غريب إلى بوكا
لم يدم وجوده في ساحة المعركة طويلًا، إذ وقع في الأسر وتم نقله عبر عدة سجون من أبو غريب إلى بوكا وكروبر ثم التاجي.
خلال هذه الفترة، بدأ الشرع في إعادة النظر في كثير من الأفكار، قائلًا: "كنت ألاحظ أن هناك أفكارًا متطرفة تتغلغل داخل السجون، ولم أكن مرتاحًا للحرب الطائفية التي اندلعت في العراق، كما أنني رفضت تبني أيديولوجيا داعش لاحقًا؛ ما أثار انتقادات داخل بعض الدوائر الجهادية" على حد تعبيره.
العودة إلى سوريا
قبل يومين فقط من اندلاع الثورة السورية العام 2011، أُطلق سراح الشرع، فقرر على الفور العودة إلى سوريا، لكنه وضع لنفسه مبادئ واضحة لعمله المسلح، قائلًا: "كان هدفي الأول عدم تكرار تجربة العراق، والثاني عدم الانزلاق إلى حرب طائفية، والتركيز فقط على إسقاط النظام".
وأضاف الشرع متحدثا عن هيئة تحرير الشام "في البداية، لم يكن عددنا يتجاوز ستة أشخاص، لكن خلال عام واحد فقط، تحولت المجموعة إلى قوة قوامها خمسة آلاف مقاتل، وانتشرت في مختلف المحافظات السورية".
الصدام مع القاعدة
لم تكن العلاقة بين تنظيم القاعدة في العراق وقيادة الشرع في سوريا سلسة، إذ تفاجأ قادة التنظيم بنمو نفوذه بشكل مستقل، وسعوا لفرض تجربتهم على سوريا، لكنه رفض ذلك بشدة.
وقال الشرع: "رفضت أن تكون سوريا نسخة عن العراق، فحدث الافتراق، ثم اندلعت حرب شرسة بيننا".
وعن حجم الخسائر التي تكبدها، أوضح "خسرنا أكثر من 1200 مقاتل، وفقدنا 70% من قوتنا، لكننا استطعنا إعادة بناء أنفسنا من جديد، وركزنا على قتال النظام، إلى جانب التصدي للمخاطر الأخرى مثل داعش".