عيّن رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، مهدي المشاط، اليوم الخميس، يوسف حسن المداني، رئيسًا لهيئة الأركان العامة، بديلًا لسلفه محمد الغماري، الذي أعلنت الميليشيا عن مقتله مع نجله وعدد من مرافقيه، في غارة "أمريكية إسرائيلية" سابقة.
ويعدّ المداني الملقب بـ"أبي حسين"، أحد القادة العسكريين الأيديولوجيين المقرّبين من زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، وتربطه به علاقة عائلية كونه متزوجًا من ابنة شقيقه، مؤسس الجماعة الحوثية، حسين بدر الدين الحوثي.
وتعود جذوره إلى مديرية "مستبأ" بمحافظة حجة، التي ولد فيها في العام 1977، غير أن نشأته منذ الصغر كانت في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحوثيين، وهو ما دفعه للانخراط في وقت مبكر بمحاضن الجماعة الفكرية، وشارك في عملياتها العسكرية ضد الدولة فيما بات يُعرف بـ"حروب صعدة".
وتلقى المداني تدريبات عسكرية على أيدي الحرس الثوري في إيران قبل أن يواصل مراحل التأهيل بالانتقال إلى لبنان، على أيدي عناصر حزب الله، ليصبح واحدا من أبرز القيادات الحوثية العسكرية المؤثرة على مستوى القرار الميداني لدى الجماعة.
شارك الرجل في تشكيل بنية الحوثيين العسكرية، وتولى قيادة العمليات ضد القوات الحكومية في محافظة مأرب والساحل الغربي.
ومع صعوده التدريجي في السلم القيادي بعد انقلاب الجماعة على الحكومة الشرعية، عُيّن قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة، التي يشمل محيط انتشارها محافظتي الحديدة وحجة، غربا، المطلّتين على مياه البحر الأحمر، وممرات التجارة الدولية.
ويفرض مجلس الأمن الدولي منذ العام 2014، عقوبات على القيادي يوسف حسن المداني لتورطه في قيادة حملات عسكرية حوثية تهدد الأمن والاستقرار في اليمن، فيما أدرجته الولايات المتحدة في العام 2021 على قوائم عقوباتها.
ويتمتع القيادي المداني، بعلاقات جيدة مع الإيرانيين، ويصفه البعض بأهم حلقات الوصل الرابطة بين الحوثيين والحرس الثوري التي سهّلت وصول عدد من خبراء وحدة "فيلق القدس" إلى اليمن خلال السنوات الماضية، فضلا عن إشرافه المباشر على عمليات الإمداد اللوجستي القادم من طهران.