تمكنت قوات الدعم السريع، اليوم الأحد، من السيطرة على قاعدة عسكرية وأجزاء واسعة من مخيم "زمزم" بشمال إقليم دارفور غرب السودان.
وخاضت "الدعم السريع" قتالا شرسا استمر 3 أيام ضد قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة للميليشيات المتحالفة معه.
سيطرة تامة
ونشر أفراد من قوات الدعم السريع مقاطع فيديو يؤكدون سيطرتهم التامة على القاعدة العسكرية التي كانت تنطلق منها الهجمات ضد قواتهم في ولاية شمال دارفور.
ووفق مراقبين، يعني سقوط مخيم زمزم نقطة تحول كبيرة في الصراع لصالح "قوات الدعم السريع" ويهدد مدينة الفاشر المعقل الأخير للجيش السوداني في إقليم دارفور.
وترى الميليشيات المتحالفة مع الجيش السوداني أن سقوط الفاشر مقدمة لسقوط المدن السودانية بالتتابع في أيدي قوات الدعم السريع.
رد تحالف "تأسيس"
وفي الأثناء رد تحالف السودان التأسيسي على بيان وزارة الخارجية في بورتسودان، الذي قال إنه حمل تلفيقات سافرة للتشكيك في جهود الدول الإقليمية والدولية الداعمة لمسار التحول المدني الديمقراطي في البلاد.
وأكد تحالف "تأسيس" في بيان رفضه القاطع لمحاولات هذه المجموعة "غير الشرعية" التي اغتصبت السلطة بقوة السلاح، وتستمد وجودها من بقايا النظام البائد وكتائبه، أن تتحدث باسم السودان أو تزعم تمثيل إرادته السياسية.
وقال البيان إن هذه المجموعة لا تحظى بأي مشروعية داخلية أو اعتراف شعبي، وهي مسؤولة عن إشعال الحرب واستمرارها، وعرقلة مساعي السلام، وتدمير مؤسسات الدولة.
وأضاف أن "هذه الادعاءات والاتهامات لدول الجوار والإقليم لن تغطي على مجازر جيش الإسلاميين وكتائبهم الإرهابية في المناطق التي عادوا إليها" وفق تعبيره.
وذكر البيان أن دعوات هذه المجموعة المضللة للمواطنين بالعودة إلى تلك المناطق الغرض منها اتخاذهم دروعا بشرية، وإعادة جذب المؤتمر الوطني "المنحل" للسلطة.
وأكد "تحالف تأسيس" أنه ماض في إعلان حكومة الوحدة والسلام من داخل السودان وليس من أي بلد آخر، لإنقاذ البلاد من الانهيار، وتأسيس دولة العدالة الاجتماعية والسلام المستدام.
وأشار البيان إلى أن التحالف يركز عمله حاليا في تقديم الإغاثة وحماية المدنيين، وإنقاذ المتضررين من آلة القتل والتجويع والقصف الجوي الذي يشنه الجيش التابع للحركة الإسلامية وفلول المؤتمر الوطني البائد.
وواصلت قوات تحالف "تأسيس" إجلاء المدنيين والنازحين من مدينة الفاشر ومخيم زمزم إلى مناطق آمنة في محلية طويلة، مع توفير الحماية الكاملة والإغاثة.
وقال نازحون إن الجيش السوداني والقوة المشتركة للفصائل المتحالفة معه يجبرون المدنيين على البقاء في الفاشر وزمزم لاستخدامهم كدروع بشرية.
وتضم قوات تأسيس قوات الدعم السريع، وحركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي وتجمع قوى تحرير السودان.
وذكر رئيس تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر حجر، أن عملية إجلاء المدنيين من مدينة الفاشر ومعسكرات النازحين التي تقوم بها قواته تعد خطوة حيوية لإنقاذ الأرواح في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية.
وأطلق حجر في تدوينة على موقع "فيسبوك" نداءً عاجلا لجميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، إلى تكثيف جهودها لتقديم المساعدات العاجلة.
وقالت مصادر محلية لــ"إرم نيوز" إنه "لليوم السادس على التوالي يتواصل تدفق النازحين بأعداد كبيرة من الفاشر ومخيم زمزم إلى منطقة طويلة".
ومن جانبها قالت منظمة اليونيسف إن مليون شخص، نصفهم من الأطفال معرضون لخطر جسيم إذا لم تصلهم المساعدات الآن.