أفادت مصادر عسكرية في القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي لموقع "والا" العبري أن الجيش الإسرائيلي أضحى يسيطر فعليًا، اعتبارًا من مساء السبت، على أكثر من نصف مدينة غزة في إطار عملية "عربات جدعون 2".
وأشارت المصادر إلى أن هذا التقدم تحقق بعد سلسلة من المناورات الميدانية، ترافقت مع توسيع نطاق الهجمات، إذ ينفّذ الجيش أكثر من 140 غارة جوية تستهدف مواقع متفرقة داخل المدينة.
ووفقًا للتقرير، فإن القوات الإسرائيلية أحكمت السيطرة على عدد من الأحياء البارزة، من بينها حي الزيتون جنوب شرق غزة، الذي شكّل ساحة قتال رئيسية منذ بداية الحرب، وحي الشجاعية شرق المدينة، الذي يوصف بأنه أحد أعنف بؤر المواجهة ومصدر رئيسي لانطلاق مقاتلي حماس المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر.
كما بسط الجيش الإسرائيلي نفوذه على حي التفاح شمال شرق غزة بعد عمليات مطوّلة استهدفت البنى التحتية، إلى جانب حي الهندي جنوب غرب المدينة بالقرب من تل الهوى، حيث وُصفت المنطقة بأنها ملاذ لعناصر حماس. كذلك شملت السيطرة حي الشيخ عجلين جنوب غرب غزة، الذي تعرض خلال الأشهر الأخيرة لضربات مكثفة برية وجوية.
في المقابل، لا تزال أحياء أخرى خارج السيطرة الإسرائيلية، وفي مقدمتها حي الرمال الذي يُعدّ قلب المدينة ومركزها السياسي والاقتصادي والإعلامي، إضافة إلى البلدة القديمة التي توصف بأنها ملاذ للمسلحين، إلى جانب مخيم الشاطئ للاجئين وحي الصبرة.
وتشير المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي يفرض حصارًا جزئيًا على بعض هذه المناطق، مرجّحًا وجود مجموعات مسلحة بداخلها.
كما لفت التقرير إلى أن نزوح أكثر من 800 ألف فلسطيني من مدينة غزة خلال الأشهر الماضية ساهم في تسهيل عمليات الاقتحام بالنسبة للقوات الإسرائيلية، التي تواصل توسيع هجماتها الجوية والبرية في محاولة لإحكام السيطرة الكاملة على المدينة.