يتصاعد التوتر بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير؛ إذ يستعد الأخير لإجراء محادثات حاسمة خلال الأيام المقبلة بهدف تمرير تعيينات جديدة تشمل قيادة سلاحي الجو والبحرية، إلى جانب الملحق العسكري في واشنطن.
غير أنّ كاتس يواصل تعطيل هذه التعيينات، مبرّرا معارضته بضرورة إعادة تقييم أداء بعض المرشحين خلال أحداث السابع من أكتوبر، وعلى رأسهم العميد عومر تيشلر، المرشّح الأبرز لقيادة سلاح الجو.
وتقول صحيفة "معاريف"في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن الخلاف بين الجانبين تجاوز مسألة الأسماء إلى صراع أعمق على صلاحيات القيادة داخل المؤسسة العسكرية، وسط تحذيرات من قادة الجيش من أن المناورات السياسية قد تُضعف عملية بناء القوة وتعرّض جاهزية الجيش لتحديات إضافية في ظل التهديدات الإقليمية المتصاعدة.
وكشفت الصحيفة أن كاتس يسعى لترقية سكرتيره العسكري، العميد غاي مارشيسانو، إلى رتبة لواء وتعيينه ملحقا عسكريا في واشنطن، بينما يرى زامير أن العميد تال بوليتيس، نائب قائد القوات البحرية وقائد الأسطول 13، هو الأنسب لهذا المنصب.
ويتجلى جوهر التوتر بين كاتس وزامير في تعيين قائد سلاح الجو؛ إذ يعتبر كبار قادة سلاح الجو والجيش الإسرائيلي أن العميد أميت تيشلر هو المرشح الوحيد المناسب لهذا المنصب.
ويُعتبر تيشلر القائد الذي أشرف على التخطيط للعمليات القتالية في غزة ولبنان، وكذلك على تدمير الجيش السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد، كما قاد التخطيط لهجوم محتمل على إيران.
وبعد إنهاء خدمته الدائمة الأولى، تقاعد تيشلر من سلاح الجو وعمل مهندسا في مجال التكنولوجيا المتقدمة، إلا أن حرب لبنان الثانية أعادته من الاحتياط إلى الخدمة الدائمة في سلاح الجو، حيث شغل مناصب قيادية تضمنت قيادة سربين ثم قيادة مدرسة الطيران.
وشغل منصبا في هيئة الأركان، ثم رُقّي إلى رتبة عميد، وعُيّن قائدا لقاعدة نيفاتيم الجوية الاستراتيجية، وفي سبتمبر 2021، عُيّن رئيسا لجناح العمليات الجوية، وهو المنصب الذي شغله حتى 9 أغسطس 2023. وفي 26 سبتمبر 2023، بدأ العمل رئيسا لجناح الأركان - الرجل الثاني في سلاح الجو.
وأفادت مصادر في سلاح الجو للصحيفة أن تيشلر يُعد الضابط الوحيد حاليا الذي شغل مناصب قيادية وأركانية تؤهله لتولي قيادة سلاح الجو بعد رحيل القائد الحالي، اللواء تومر بار، الذي يشغل المنصب منذ نحو ثلاث سنوات.
وأعربت مصادر في الجيش الإسرائيلي عن غضبها، من محاولات وزير الدفاع يسرائيل كاتس تحويل قيادة الجيش إلى مركز لحزب سياسي.
ويُدرك كاتس، بحسب مصدر في سلاح الجو تحدث للصحيفة، بأن قدرات الضابط المرشح لخلافة اللواء تومر بار، وهو الأبرز والأوحد حاليا لهذا المنصب. لكن المصدر ذاته يتساءل: لماذا كل هذه المناورات؟ وكيف تُسهم في تعزيز أمن إسرائيل وبناء قوة سلاح الجو، خصوصا في ظل التحديات والتهديدات المتزايدة التي يتعين الاستعداد لها؟
وتقول مصادر في الجيش الإسرائيلي إن تحرك وزير الدفاع لم يقتصر على سلاح الجو، مشيرة إلى أنه غير مستعد حاليا للموافقة على تعيين العميد إيال هرئيل قائدا لسلاح البحرية المقبل، في ظل ترشيح العميد طال بوليتيس لمنصب الملحق العسكري في واشنطن، بينما يسعى الوزير لتعيين سكرتيره العسكري، العميد جاي مارشيسانو، ضابط المدفعية الذي شغل سابقا منصب رئيس أركان القيادة الشمالية.
في المقابل، قال مقربون من رئيس الأركان إيال زامير إنه يعتزم إجراء محادثات مع وزير الدفاع للتفاهم حول ضرورة هذه التعيينات والضباط المعنيين بها.
