رجّح خبراء ومحللون سياسيون أن يتراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديداته لحركة حماس وقطاع غزة، بعد إتمام التبادل السادس بين إسرائيل والحركة، إذ أفرجت الأخيرة عن ثلاث من الرهائن.
وكان ترامب قد هدّد بـ"فتح أبواب الجحيم" على حماس والقطاع في حال لم تُفرج الحركة عن جميع الرهائن المحتجزين لديها بحلول السبت، فيما اكتفت إسرائيل ورئيس وزرائها بإتمام صفقة التبادل وفق اتفاق وقف إطلاق النار.
وقد أتمّت حماس وإسرائيل، في وقت مبكر من السبت، تبادل الدفعة السادسة من الرهائن والأسرى، إذ سلّمت حماس ثلاث رهائن مقابل الإفراج عن 36 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و333 أسيرًا ممن اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من داخل القطاع بعد هجوم أكتوبر.
وفي تعليق على ذلك، قال ترامب إن "على إسرائيل الآن أن تقرر ما يجب أن تفعله بشأن الموعد النهائي للإفراج عن جميع الرهائن"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستدعم أي قرار تتخذه إسرائيل، وهو ما اعتُبر تراجعًا عن تهديداته السابقة.
وأكد الخبير في الشؤون الدولية، رائد بدوية، أن "تهديدات ترامب كانت سببًا في دفع صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل إلى الأمام، ومنع انهيار الاتفاق بينهما"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي حقّق الهدف من تصريحاته.
وأوضح بدوية، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "ترامب وكبار المسؤولين في إدارته يعطون الأولوية للإفراج عن الرهائن في غزة قبل أي خطوة عسكرية أو سياسية مرتقبة، وهم يرون في الاتفاق الحالي فرصة مناسبة لتحقيق ذلك"، لافتًا إلى أن واشنطن، رغم التهديدات، معنية باستمرار الاتفاق.
وتابع: "من الصعب استعادة المختطفين أحياء في حال استئناف الحرب، خاصة مع الحالة الصحية الصعبة التي ظهر عليها بعضهم في الدفعة الخامسة، ما يجبر واشنطن وتل أبيب على الانتظار قليلًا حتى الإفراج عن جميع الرهائن، ثم البدء بأي مخطط يتعلق بحماس وغزة".
من جانبه، قال الخبير في الشؤون الدولية، تيسير عابد، إن "تصعيد ترامب لسقف مطالبه وشروطه يأتي لإجبار حماس على الالتزام بالاتفاق وتنفيذ جميع بنوده"، مشيرًا إلى أن ترامب نجح في دفع الحركة لاتخاذ قرار يجنّب انهيار اتفاق التهدئة.
وأوضح عابد، لـ"إرم نيوز"، أن "ذلك مكّن إسرائيل من الحصول على امتيازات جديدة، أبرزها حرية العمل العسكري ضد حماس وقطاع غزة في أي وقت تراه مناسبًا، رغم عدم تنفيذ أي من تهديدات الرئيس الأمريكي".
وأشار إلى أن "تصريحات ترامب تعكس رغبة الولايات المتحدة في منع انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال بين الجيش الإسرائيلي والجناح المسلح لحماس"، موضحًا أن واشنطن تعطي الأولوية لليوم التالي للحرب على أي خطة أخرى.
وأكد أن الرئيس الأمريكي سيواصل الضغط على طرفي القتال من أجل تقديم التسهيلات اللازمة لضمان الإفراج عن جميع الرهائن، سواء كانوا أحياء أو أمواتًا، مشددًا على أن هذه الخطوة هي الأنسب لتنفيذ مخططات ترامب بشأن غزة والشرق الأوسط.