حذر السفير الأمريكي السابق إلى لبنان، رايان كروكر، إسرائيل من تكرار أخطائها في لبنان عام 1982، والتي تسببت في إنشاء ميليشيا حزب الله.
وقال كروكر، في حوار متلفز مع شبكة "سي إن إن"، إن الإجراءات المستهدفة ضد قيادة "حزب الله" كانت فعالة للغاية، لافتًا إلى أنه لم يذرف الدموع على رحيلهم.
واتهم قيادة "حزب الله" بأن أياديهم ملطخة بكميات هائلة من الدماء، بما في ذلك الدماء الأمريكية، لافتًا إلى أنه كان أحد الناجين من تفجير السفارة في عام 1983.
وتابع كروكر: "بالطبع، قبل بضعة أيام فقط، كانت الذكرى السنوية الحادية والأربعون لتفجير ثكنات المارينز.. ومع ذلك، فمن الأفضل لإسرائيل أن تتذكر كيف تم إنشاء حزب الله في المقام الأول".
وأكد أن "حزب الله" لم يكن موجودًا حتى الغزو الإسرائيلي في عام 1982، والاحتلال العسكري اللاحق لجنوب لبنان، الذي أدى إلى إنشاء "حزب الله".
ووفق كروكر، من غير المرجح أن يؤدي هذا الغزو والاحتلال الحاليان، مهما طال أمدهما، إلى إنهاء "حزب الله"، مدللًا على ذلك بمقتل 10 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان يوم الجمعة الماضي، الأمر الذي يعني أن "حزب الله" منظمة فعالة أكثر.
ولفت إلى أن "حزب الله" نشأ في ظل صراع واحتلال، مؤكدًا أن تلك الميليشيا لن تنتهي بنفس الصراع والاحتلال.
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان يعتقد بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية، ستتسبب بتشدد جيل آخر من المسلحين، لا سيما بعد تأثيراتها الإيجابية غير العادية من وجهة نظر إسرائيل على الأمن الإسرائيلي، حيث أدت إلى القضاء على هؤلاء القادة وتدمير المعدات العسكرية، أجاب كروكر بأن "هذا هو الخطر".
وقال: "خلال الاحتلال الإسرائيلي من عام 1982 إلى عام 2000، خسرت إسرائيل حوالي 1100 جندي، وخلفت وراءها واحدة من أقوى الجماعات المتمردة التي شهدها العالم على الإطلاق".
وأكد حدوث تشدد بين السكان في جنوب لبنان أثناء ذلك الاحتلال، لافتًا إلى أن الموجة الحالية من العمليات الهجومية التي لم تكن دقيقة تمامًا في طبيعتها، تحمل خطر حدوث الشيء نفسه تمامًا لجيل جديد من اللبنانيين.
وتابع: "لقد شاهدنا هذا السيناريو من قبل، ولم يكن الأمر جيدًا لا بالنسبة لإسرائيل ولا للولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن هذا هو الوقت المناسب إن كان في غزة أو في جنوب لبنان لوقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية، وللجهود الملحة الرامية إلى مزيد من الاستقرار، فإن لم يكن سلامًا بشكل رسمي، فليكن تهدئة وأمنًا على جانبي الحدود.
