أبرمت مؤسسة مياه دمشق اتفاقية تعاون مع منظمة "رحمة بلا حدود" بقيمة 2 مليون دولار أمريكي، في خطوة تهدف إلى دعم البنية التحتية لقطاع المياه، وتعزيز الخدمات الأساسية في المناطق الريفية المحيطة بالعاصمة، وذلك ضمن إطار الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة في سوريا.
ووفقًا لما أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا"، فإن الاتفاقية تركز على تأهيل الآبار في عدد من المناطق القروية المتضررة، من بينها وادي مروان، وجديدة يابوس، بالإضافة إلى مناطق أخرى تعاني تردي شبكات المياه والصرف الصحي، ولا سيما منطقة المليحة التي ستشملها عمليات الصيانة والتأهيل.
وتأتي هذه الاتفاقية في ظل أزمة متفاقمة في تأمين مياه الشرب، نتيجة الجفاف الذي يضرب البلاد منذ أشهر، وتحديدًا بسبب الانخفاض الكبير في منسوب مياه نبع عين الفيجة، المصدر الرئيسي الذي يغذي العاصمة.
وقد دفع هذا الواقع مؤسسة المياه إلى إقرار جدول تقنين صارم للمياه في مدينة دمشق ومناطقها الريفية، مع التركيز على تأهيل الآبار لتكون مصدرًا بديلًا يقلل الاعتماد على نبع الفيجة، وفق وسائل إعلام محلية.
كما يُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها جزءًا من استراتيجية أوسع لتأمين الموارد المائية في مختلف المحافظات السورية، ولا سيما بعد إعلان محمد عبد الرحمن، محافظ إدلب، عن مواصلة العمل على مشروع متكامل لتأهيل 93 محطة مياه بالتعاون مع المؤسسة العامة للمياه وعدد من المنظمات الإنسانية.
ويعكس هذا التحرك حجم التحديات التي تواجهها سوريا في قطاع المياه، نتيجة الدمار الذي طال البنى التحتية خلال سنوات الحرب الطويلة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد.