أكد خبراء في العلاقات الدولية، أن قرار الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة إعلاناً حول حل الدولتين، يؤكد أهمية الدور العربي الجماعي المؤثر العامل لمصلحة الشعب الفلسطيني وتحقيق مشروع "الدولة الفلسطينية".
وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذا القرار سيكون له دور كبير في تهيئة الأجواء بشكل أقوى وأكثر فعالية للحدث المنتظر في 22 سبتمبر الجاري حول الاجتماعات التي ستكون على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتشجيع الدول التي من بينها بلدان كبرى أوروبية، بالذهاب للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبينوا أن هذا القرار يعكس جهوداً عملت عليها دول عربية لفترة طويلة واستطاعت أن تصل إلى هذه المرحلة على الرغم من الضغوط غير المسبوقة التي تمارسها الولايات المتحدة لدعم حليفتها إسرائيل.
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بأغلبية ساحقة على إعلان يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل اجتماع لقادة العالم. والإعلان المكون من 7 صفحات، ثمرة مؤتمر دولي انعقد في الأمم المتحدة نظمته السعودية وفرنسا في يوليو الماضي، عن الصراع المستمر منذ عقود.
ورحبت الخارجية الفلسطينية، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار يؤيد إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين، ووجهت الخارجية الشكر لجميع الدول التي دعمت القرار كي يصبح إعلان نيويورك وثيقة رسمية أممية.
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، إن "الأغلبية الداعمة لهذا القرار، فاضحة لجرائم الاحتلال وتوضح ما بات عليه المجتمع الدولي من النظر لإسرائيل على أنها كيان إجرامي، وأن كل ما كان يتحجج به عن ما يقوم به ليس له أساس من الصحة".
وأضاف الرقب، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "الأغلبية البالغة 142 دولة أي 92%، يؤكد أن المجتمع الدولي مع حل الدولتين، وهذا يعكس جهوداً عملت عليها دول عربية لفترة طويلة واستطاعت أن تصل إلى هذه المرحلة على الرغم من الضغوط غير المسبوقة التي تمارسها الولايات المتحدة لدعم حليفتها إسرائيل".
وبحسب الرقب، فإن هذا القرار يعزل أمريكا وإسرائيل عن العالم، لأن هذا التصويت أكد أن السردية الإسرائيلية لا يوجد من يدافع عنها أو يدعمها دولياً، وبالطبع يكون لذلك ترسيخ على جرائم كيان الاحتلال".
ولفت الرقب إلى أنه "على الرغم من أهمية القرار إلا أنه منتظر أنه يواجه على الأرض من جانب إسرائيل بمزيد من الجرائم في ظل حديث بنيامين نتنياهو والتأكيد على الخوض في سياساته بامتداد الكيان في ظل العربدة لليمين المتطرف في اسرائيل أمام العالم أجمع".
كما يؤكد الخبير في العلاقات الدولية، طارق البرديسي، أنه "لأول مرة تتعرى إسرائيل وينفضح أمرها بهذا الشكل مع ممارساتها وعربدتها، ليأتي الإقرار من الأغلبية الساحقة الداعمة لحل الدولتين، حيث دائماً ما تظهر إسرائيل على أنها المعتدى عليها ولكن ممارساتها وعدم وقوفها أمام أي قانون دولي، جعلها تذهب إلى ضرب المفاوضين في بلد تقوم بالوساطة".
وبين البرديسي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "تعري إسرائيل وضح بهذه الأغلبية الدولية التي تنبهت إلى الذرائع الإسرائيلية التي كانت دائما ما تستخدمها تل أبيب في التلاعب بالمجتمع الدولي بالشكل الذي يبعد عنها أي تهم أو جرائم تجاه الفلسطينيين، ليثبت قرار الأمم المتحدة بأغلبية تاريخية أن إسرائيل معتدية وليس على غزة أو الضفة الغربية أو لبنان ولكنها تذهب إلى أي مكان دون أي رادع".
وأفاد البرديسي بأن "قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة في هذا المشهد، يمثل الضمير الجمعي العالمي"، لافتاً إلى أن "هذا القرار ناتج عن عمل تراكمي لجهد عربي نجح على تثبيت مشهد أن إسرائيل دولة عدوانية لا تهاب بالقوانين والأعراف الدولية".