مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
أطلق آلاف من الأكاديميين والمثقفين وصناع الرأي العراقيين نداءً إلى القوى السياسية البارزة لاتخاذ خطوات حاسمة لتجنب البلاد مخاطر التحديات السياسية والأمنية المتزايدة، في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المنطقة.
وجاءت هذه المبادرة في سياق التوترات الإقليمية التي تفاقمت عقب سقوط النظام في سوريا، بالإضافة إلى الضغوط الأمريكية المتزايدة المتعلقة بملف الفصائل المسلحة.
وذكر بيان صدر عن مجموعة من النخب في العراق، يحمل توقيعات آلاف الصحافيين والنشطاء والحقوقيين وصناع الرأي، عبر الشبكات الاجتماعية، أن "بلدنا يمر بظرف تاريخي دقيق يستدعي أن يتحلى الجميع بالمسؤولية والحكمة في اتخاذ المواقف، بما يجنّب شعبنا مآسي حروب جديدة أو صراعات سبق أن خبرنا آلامها وخساراتها المختلفة".
وتضمنت المبادرة 10 بنود رئيسة، أبرزها دعم القضاء في محاسبة الفاسدين وتطبيق قانون الأحزاب بما يفضي إلى حلّ الأحزاب المخالفة، وإنهاء حالة السلاح السياسي والفصائل المسلحة خارج إطار الدولة، مع تعزيز قوة الدولة وسيادة القانون.
كما شملت إصلاح العملية الانتخابية لضمان تمثيل حقيقي لإرادة الشعب، وإنهاء التفسيرات الانتقائية للدستور لصالح القوى السياسية، وتعديل الدستور لإصلاح الدولة.
وأكدت المبادرة ضرورة إيقاف السياسات الاقتصادية العشوائية ووضع حلول جذرية للفقر والبطالة، وضمان الحريات العامة وعلى رأسها حرية التعبير.
كما دعت إلى إصلاح السياسة الخارجية على أساس المصالح المتبادلة، واستقلال النقابات ومنع تدخل السلطة في عملها، مع مراجعة إجراءات العدالة الانتقالية والكشف عن مصير المغيبين، وإنهاء الملفات القضائية العالقة.
وقال نائب رئيس المكتب السياسي لتيار الخط الوطني، حامد السيد، إن "البنود العشرة التي تم طرحها تمثل خطة للإصلاح السياسي الشامل، وتعكس إرادة القوى الوطنية المستقلة التي تتكون من نخب ثقافية واجتماعية وسياسية وإعلامية".
وأضاف السيد لـ"إرم نيوز" أن "المبادرة تعبر عن ضمير المثقف والناشط الوطني المستقل، وتهدف إلى خلق بيئة تحفيزية تدفع المجتمع العراقي للمطالبة بإحداث تغيير جوهري في منظومة الحكم".
وأوضح السيد أن "النظام السياسي في العراق شبه ميت، ولم تُعلن وفاته رسمياً بسبب تمسك الزعماء التقليديين بمعادلات فاشلة".
ولفت إلى أن "هناك ضغوطاً أمريكية ووصايا إيرانية وأطماعاً إسرائيلية تفرض واقعاً جديداً، ما يعني الحاجة إلى صوت داخلي مؤثر يقول كفى لهذه المعادلة التي لم تجلب سوى التبعية".
وتأتي المبادرة في ظل تصاعد المطالبات بتجنيب العراق خطر ضربة إسرائيلية وشيكة، من خلال إنهاء ملف الفصائل المسلحة وضمان حصر السلاح بيد الدولة، وتحقيق الإصلاحات الاجتماعية المطلوبة التي تُسهم في تعزيز استقرار البلاد، عبر معالجة الأزمات الداخلية وإيجاد حلول جذرية للتحديات السياسية والأمنية التي تواجه العراق.
بدوره، رأى المحلل السياسي بلال السويدي أن "هذه المبادرة تمثل خطوة إيجابية نحو معالجة الأزمات التي تواجه العراق، إلا أن تأثيرها يظل محدوداً ما لم تُقابل بخطوات تنفيذية فعلية من قبل القوى السياسية المتحكمة بالمشهد".
وذكر السويدي لـ"إرم نيوز" أن "المبادرة تُبرز وعياً مجتمعياً بضرورة الإصلاح، لكنها لن تحقق أثراً كبيراً إذا بقيت في إطار البيانات والتصريحات دون إرادة سياسية حقيقية لدعمها".
وأشار إلى أن "القوى المتنفذة تفتقر إلى الرغبة الجادة في إنهاء ملفات شائكة مثل الفصائل المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة، ما يجعل تطبيق هذه الأفكار أمراً صعب التحقيق في الوقت الراهن".
وتعيش الأوساط العراقية حالة من القلق والترقب إزاء ملف الفصائل المسلحة، في ظل تزايد المخاوف من تداعيات استمرار هذا الملف دون حلول جذرية.