سلطت القناة 12 العبرية، اليوم الثلاثاء، الضوء على الأسباب التي تدفع إسرائيل للتمسك باحتلال محور "نتساريم"، وأهميته بالنسبة لها ولحركة "حماس" الفلسطينية.
يأتي ذلك على خلفية التوسعات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في محور "نتساريم"، والتي كُشف عنها النقاب، الاثنين، حين سرَّب الإعلام العبري صورًا بالأقمار الاصطناعية، تظهر إقامة 4 مواقع عسكرية جديدة.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قد نشرت، الاثنين، صورًا فضائية أظهرت أعمال توسعة بالمحور الذي يفصل شمال قطاع غزة عن وسطه وجنوبه، وقالت إن 4 مواقع عسكرية جديدة أنشأت على امتداد المحور.
القتال على المحور
وأشارت القناة إلى أن القتال على محور "نتساريم" بين "حماس" وإسرائيل، يبقى من القضايا العالقة في مفاوضات الأسرى، إضافة إلى بقاء الجيش الإسرائيلي في محور "فيلادلفيا" بين مصر وقطاع غزة.
وأوضحت القناة أن "الحديث عن رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا، وإصرار حماس على عكس ذلك، من الموضوعات التي طرحت كثيرًا، على عكس ملف محور "نتساريم"، الذي اعتبرته أحد الإنجازات الإستراتيجية التي حققها الجيش الإسرائيلي طوال حربه على قطاع غزة منذ قرابة 11 شهرًا".
وأشارت إلى أن "محور نتساريم، الذي يمتد بطول 8 كيلومترات بعرض القطاع، يعدّ حاليًا ورقة للمساومة بيد إسرائيل في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى".
وبيّنت أن "محور نتساريم شهد منذ احتلاله في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، العديد من أعمال التوسعة والكثير من التغييرات التي جرت وفق تطورات الحرب".
ويبلغ عرض المحور حاليًا، وفق القناة، 4 كيلومترات، وأزيلت المنازل والبنايات التي كانت محيطة به، قبل احتلاله، حيث دمرها الجيش الإسرائيلي، ليصبح هو الحد الفاصل بين شمال القطاع وبين وسطه وجنوبه".
ومن صور القتال على هذا المحور بين إسرائيل وحماس، ما حدث الجمعة الماضي، أثناء تنفيذ إسرائيل أعمال التوسعة، والتي لا يُعلم إلى أي مدى يمكن أن تصل، وفق القناة.
ونجح عناصر من "حماس" في قتل 4 جنود احتياط، بالجيش الإسرائيلي، من بينهم 3 بعبوة ناسفة وآخر خلال مواجهات، فيما سقط جندي خامس، الاثنين، جرّاء انفجار عبوة ناسفة في محيط محور "نتساريم".
أهمية إستراتيجية
وتصر إسرائيل على مواصلة احتلال المحور، وتؤشر أعمال التوسعة على نيتها للبقاء هناك، إذ قالت القناة إنه يحمل أهمية إستراتيجية قصوى بالنسبة للجيش، وحددت لذلك سببين.
السبب الأول يرتبط بعمليات نقل القوات والمعدات من المناطق الشرقية للقطاع إلى المناطق الغربية (الساحلية)؛ إذ يسهم هذا المحور في سرعة نقل القوات والمعدات من الشرق إلى الغرب.
ويعني ذلك أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من تكتيكات الحرب، حيث يهدف نقل القوات في كثير من الأحيان لتنفيذ عمليات عسكرية أو مهمات خاصة تشمل مداهمات ضد بؤرة بعينها. ومن ثم يمكن النظر إليه من منظور إسرائيلي، كمحور أو ممر لوجيستي هو الأهم بالنسبة لسير العمليات العسكرية حاليًا وفي المستقبل.
إصرار حماس
النقطة الأهم التي تجعل "نتساريم" في قلب النقاط الخلافية بشأن المفاوضات، تتعلق بإصرار "حماس" على انسحاب القوات الإسرائيلية منه.
وتتمسك "حماس" بانسحاب الجيش الإسرائيلي كون المحور بوضعه الراهن يمثل عائقًا كبيرًا أمام عودة سكان غزة إلى الشمال أو انتقال السكان بين الشمال والوسط والجنوب مستقبلًا.
ومن هذا المنطلق، تصر إسرائيل على احتلاله للتيقن من هوية السكان العائدين من جنوب القطاع إلى الشمال، حيث تزعم أن عناصر حماس سيستغلونه للعودة تحت غطاء عودة المدنيين.
ويحول هذا الممر دون عودة سكان غزة إلى الشمال، فيما ترى حماس أنه في ظل احتلال إسرائيل له، فإنها ستفقد مركز ثقلها في شمال القطاع، ولا سيما في مدينة غزة.
وتشمل الصفقة التي يجري التفاوض بشأنها حاليًا بندًا ينص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المقطع الغربي لمحور "نتساريم" ضمن المرحلة الأولى للصفقة، ما يعني حال تنفيذه، أن سكان غزة سيستطيعون العودة عبر خط الساحل إلى الشمال.
وتخشى تل أبيب من أنه في حال حدوث ذلك فإنها ستفقد واحدة من أوراق المساومة في المرحلة الثانية من الصفقة، كما أن جنودها سيصبحون عرضة لهجمات قاتلة.