روى شهود عيان فلسطينيون تفاصيل تعرضهم لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، أثناء توجههم لتلقي المساعدات في رفح، جنوبي قطاع غزة، فيما وصفت "الأونروا" ما حدث بـ"الفخ المميت".
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الأحد أن الأشخاص الذين عالجتهم بعد إصابتهم في مركز توزيع المساعدات أفادوا عن تعرضهم لإطلاق نار "من جميع الجهات" من قبل القوات الإسرائيلية.
ووصفت منسقة شؤون الطوارئ في المنظمة كلير مانيرا نظام توزيع المساعدات التابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" بأنه "يفتقر للإنسانية والفعالية إلى حد بعيد".
وفي رد فعل على التقارير، أعرب فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، المحظورة في إسرائيل منذ بداية العام، عن أسفه لأن توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أصبح بمثابة "فخ مميت".
و"مؤسسة غزة الإنسانية"، هي جهة أسستها الولايات المتحدة وتسلم المساعدات في المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي وفق شروطه.
ووصفت فيكتوريا روز، الجرّاحة البريطانية في مستشفى ناصر في خان يونس، حيث تم نقل العديد من الجرحى، مشهد "مذبحة مطلقة" في المنشأة.
وتجمعت أمهات لتفقّد أبنائهن، من بينهن أم محمد أبو خوصة التي قالت "من يلقي علينا صاروخا، هل سيأتي لي بمساعدة؟ لن يجلب لي مساعدة".
وأضافت "أريد أن يعيش أولادنا كما كانوا، أن يخرج ابني إلى مدرسته ويرجع ليجد صحن عدس، أنا راضية، لكن أن يرجع بأمان، هذا كل ما أريد".
وروى سامح حمودة (33 عاما) لوكالة "فرانس برس" أنه كان في المكان، مضيفا "كان آلاف الناس ينتظرون فتح المركز، إلى أن بدأ توزيع المساعدات. فجأة، أطلقت طائرات مسيّرة النار على الناس، كذلك أطلقت دبابات نيرانا كثيفة وقتل أشخاص أمامي".
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الأحد مقتل 31 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 176 آخرين بجروح بنيران إسرائيلية خلال توزيع مساعدات غذائية.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل عن إطلاق نار إسرائيلي في رفح جنوب القطاع قرب موقع مساعدات تابع لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأمريكية أدّى الى وقوع "31 شهيدا على الأقل وأكثر من 176 مصابا بينهم عشرات الحالات الحرجة".
وذكر أن "آليات إسرائيلية أطلقت النار في اتجاه آلاف المواطنين الذين توجهوا فجر الأحد" إلى المكان.
وقال بصل، إن "طواقم الدفاع المدني ومواطنين استخدموا عربات تجرّها حمير" ونقلوا القتلى والمصابين إلى مستشفى ناصر في خان يونس (جنوب).
وذكر عبد الله بربخ الذي يقيم مع أبنائه وأحفاده في خيمة في منطقة المواصي، أنه شاهد أيضا إطلاق النار قرب مركز المساعدات في رفح حيث احتشد الناس.
وسأل "لماذا يدعون الناس للتوجه إلى مراكز المساعدات ويطلقون النار عليهم؟ هذه مجزرة مقصودة".
لكنه أضاف "أنا لا أستطيع تحمّل الجوع، فما بالك الأطفال الذين يتضوّرون جوعا ويموتون؟".