يواصل الجيش الإسرائيلي محاولاته إخراج مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة، وذلك من خلال القصف المتكرر لمرافقها الرئيسة، خاصة التي تقدم خدمات الطوارئ والإسعافات الأولية، وسط تحذيرات من كارثة صحية شمالي القطاع.
وكثفت إسرائيل استهداف مستشفيات شمالي القطاع، وتحديدًا مستشفى كمال عدوان، الذي يعد المستشفى الرئيس في الوقت الراهن، ما أدى إلى تدمير كبير بأقسام الاستقبال والطوارئ وفي وحدة الأوكسجين، وعدد من المرافق الأخرى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "هجومًا بالمسيّرات الإسرائيلية على مستشفى كمال عدوان ألحق أضرارًا بالغة بها، مشيرًة إلى أن 4 من العاملين في المستشفى أصيبوا بالهجوم، إضافة لمرافقين للمرضى والمصابين.
وأوضحت المنظمة، أن "كل أنواع الرعاية الصحية وطواقم الإسعاف يجب ألا تُستهدف أبدًا، وأن ذلك يمثل انتهاكًا للقانون الدولي"، متابعًة: "يجب وقف إطلاق النار في غزة، وعلى جميع شعوب العالم أن تطالب بهذا الأمر".
وأكد مدير مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، أن "الجيش الإسرائيلي كثف، خلال الساعات الأخيرة، قصفه المباشرة للمستشفى"، لافتًا إلى أن القصف تسبب بتدمير كبير في المستشفى خاصة المرافق الرئيسة منها.
وقال أبو صفية، لـ"إرم نيوز"، إن "القصف أدى لإصابة 12 من الأطباء والطواقم الطبية، خاصة أن الاستهداف ركز على أقسام الاستقبال والطوارئ"، مشددًا على أن ذلك بهدف إخراج المستشفى عن الخدمة بشكل نهائي".
وأشار إلى أنه "وبهدف توقف خدمات المستشفى قصف الجيش الإسرائيلي مولدات الكهرباء والبوابات، وشبكات الأوكسجين الخاصة بالمرضى، وشبكات المياه"، لافتًا إلى أن القصف تسبب بذعر كبير للمرضى والمصابين والمحاصرين داخل المستشفى.
وأضاف: "الاحتلال يعمل على تدمير المستشفى بالكامل، ويدفعنا نحو الخروج منها وتوقف العمل، ما يضمن له تهجير جميع سكان الشمال، الذين يتمسكون بالبقاء في منازلهم بسبب وجود خدمات طبية ولو بالحد الأدنى".
وشدد على أن "الاستهداف الإسرائيلي يهدد بوفاة عشرات المصابين، خاصة من هم بحالة حرجة وفي غرف العناية الفائقة، علاوة على تهديد حياة نحو 13 طفلًا مصابين بسوء التغذية"، مطالبًا بوقف استهداف المستشفى، وتوفير الأدوية اللازمة لاستمرار عملها.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، خليل الدقران، إن "الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ بداية الحرب على غزة، تعمّد استهداف المرافق الطبية"، مشيرًا إلى أن ذلك بهدف حرمان الفلسطينيين من حقهم بالحصول على العلاج.
وأوضح الدقران، لـ"إرم نيوز"، أن "جميع مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية باستثناء مستشفى كمال عدوان، الذي يواصل الاحتلال مساعيه لتدميره بالكامل، ومنعه من تقديم الخدمات الطبية".
وأضاف: "خدمة الإسعاف متوقفة في شمال القطاع منذ عدة أسابيع، والجيش الإسرائيلي يعتمد استهداف المسعفين، ورجال الدفاع المدني، ما يمثل حكمًا بالإعدام على كل مريض أو مصاب في مختلف مناطق الشمال".
وأشار إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية تمثل مخالفة صريحة للقانون الدولي والإنساني، وتستوجب التحرك العاجل من أجل وقفها ومحاسبة قادة الحكومة الإسرائيلية السياسيين والعسكريين على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين بمختلف مناطق القطاع".
وبيّن المسؤول الطبي، أن "شمال القطاع يعاني من نقص حادٍ في الأدوية والمستلزمات الطبية، حاله كحال مختلف مستشفيات وسط وجنوب غزة"، مطالبًا بضرورة التحرك الدولي العاجل من أجل إعادة تهيئة القطاع الطبي بمختلف مناطق غزة.