أبدت دوائر أمنية في تل أبيب تخوفًا من تكرار أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في الضفة الغربية هذه المرة، وعزت المخاوف إلى "حذر وبرود" إسرائيل في التعامل مع وقائع اكتشاف "مختبرات صواريخ حديثة في طولكرم"، بحسب تعبير صحيفة "يسرائيل هايوم".
وقالت إن "الصواريخ البدائية" التي تم اكتشافها مؤخرًا قرب طولكرم، على بُعد كيلومترات قليلة من الطريق السريع رقم 6 وسط إسرائيل، ليست أولى الوقائع التي حيَّدها الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك".
وأضافت أنه تم الكشف عن "عشرات المحاولات المماثلة خلال السنوات الأخيرة على طول الجدار الأمني المواجه لوسط إسرائيل".
وألمحت إلى أن انطلاق 7 أكتوبر من غزة، ضاهى إلى حد كبير ما يجري الإعداد له حاليًا في الضفة الغربية، إذ شرع الغزيون في إنتاج الصواريخ المحلية في الفترة بين عامي 2000 و2002.
وأوضحت أنه إذا كانت إسرائيل تعوِّل على انضباط الأمن في غزة من خلال الولايات المتحدة، أو القوات الدولية، أو قوة عربية متعددة الجنسيات، أو حتى السلطة الفلسطينية؛ فلن تستطيع هذه القوات حماية إسرائيل من "مصير مأزوم"، إذا تكرر سيناريو الإعداد الغزِّي في الضفة الغربية، وفق تعبيرها.
ولذلك، بررت الصحيفة العبرية عمليات القمع، وهدم المنازل، وتجريف البنى التحتية، واستهداف الفلسطينيين في الضفة الغربية، ورأت أنه "لا يمكن القضاء على أي تهديد في مراحله الأولى، إلا بممارسات الجيش، وجهاز الأمن العام "الشاباك" في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية".
واستند تقرير "يسرائيل هايوم" إلى تقديرات موقف في تل أبيب، تؤكد وقوف حماس ومعها إيران وراء محاولات تحويل الضفة الغربية إلى جبهة جديدة مناوئة لإسرائيل عبر استخدام الصواريخ بدائية الصنع في خلق تهديد حقيقي، كما كان عليه الحال في غزة حتى يوم 7 أكتوبر.
وأشار إلى أن سكان غزة، استخرجوا المتفجرات من الألغام الأرضية، وخلطوها بمواد مرتجلة، فضلًا عن استخدام أنابيب معدنية مجوفة أو أي شيء آخر وجدوه، لتصنيع القذائف والصواريخ في ورش ومعامل بسيطة للغاية، وفق زعمه.
وعند المقارنة بين الجبهتين، قال التقرير: "تجري عملية غزة نفسها في الضفة الغربية حاليًا، مع فارق جوهري واحد: على عكس غزة آنذاك، يتواجد الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" فعليًا على الأرض، سواء على الصعيد العملياتي أم في جمع المعلومات الاستخباراتية.
ونقلت الصحيفة العبرية عن الدوائر الأمنية أنه "بينما عانت إسرائيل في غزة من ويلات واقع مرير، يتسم نهجها في الضفة الغربية بـ"الحذر والبرود"، وأضحت تكرر أخطاءها في غزة مع الضفة، إذ تركت المجال واسعًا أمام استئناف صناعة الصواريخ المحلية.