قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن الفجوة بين طريقتي إدارة مفاوضات صفقة غزة، الأمريكية والإسرائيلية، أوسع بكثير من أن يتحملها وحده آدم بوهلر، مستشار الرئيس دونالد ترامب الذي تم الإعلان عن إبعاده عن ملف الرهائن عقابا على تواصله المباشر مع حماس.
الفجوة، بحسب معاريف، تتفاقم في الكواليس وليست في مستوى المسؤولين الإسرائيلي والأمريكي لملف الرهائن غال هيرش وآدم بوهلر، بل هي أعمق من ذلك، خاصة مع اعتراف الإدارة الأمريكية بأن المباحثات المباشرة مع حماس كانت بموافقة ترامب نفسه.
ورأت معاريف أن من يظن أن التخلص من بوهلر سيكون مثل تفكيك الفريق التفاوضي الإسرائيلي كعقاب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهو مخطئ.
وقالت إنه لم يتم عقد منتدى رفيع المستوى موازٍ لمجلس وزراء سياسي وأمني مخصص لتحديد صلاحيات بوهلر، كما فعل نتنياهو مع وفد التفاوض الإسرائيلي، ولم يتوقف أحد أمام تغيير تشكيل الوفد، كما توقف العالم أمام تغيير بوهلر بعد لقاءاته بحماس.
وأشارت إلى أن بوهلر "يهودي مؤيد لإسرائيل وعضو مجلس إحياء ذكرى الهولوكوست في الولايات المتحدة، يزور إسرائيل كثيرا هو وأسرته لارتباطه بها".
وأكدت أنه لم يكن من السهل التدخل الإسرائيلي للتخلص منه بعد تواصله مع حماس، وموافقة إدارة ترامب على تقديمه كبش فداء بعد الخلافات الكبيرة المعلنة بين تل أبيب وواشنطن على خلفية هذه الأزمة.
وبحسب الصحيفة، فإن الضرر الذي أحدثه بوهلر في محادثاته المباشرة غير المصرح بها مع مسؤولي حماس هو بمثابة تحذير لصناع القرار الإسرائيليين الذين ما زالوا يعتقدون أن الرئيس ترامب وإدارته متحالفون مع إسرائيل على طول الطريق.
وهاجم الإسرائيليون بوهلر بقولهم إنه جلس مع حماس، "وكأنهم شركاءه في نادي الغولف"، وكل قيادات إسرائيل كانوا غاضبين من بوهلر بشكل كبير، "حتى إنهم خرجوا عن السياق الدبلوماسي بالمرة"، وفقا لتعبير معاريف.
وطرح الوزراء الإسرائيليون أسئلة بشكل رئيسي لفهم ما إذا كانت تل أبيب قد أصبحت بالنسبة لواشنطن، مثل كييف والرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الذي فوجئ بانقلاب أصدقائه في واشنطن عليه.
ومن المعروف أن دور المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن قائم منذ سنوات في الإدارة الأمريكية، ويهدف إلى التعامل مع الرهائن والأسرى الأمريكيين حول العالم.
ويمنح هذا الدور شاغله تفويضًا واسعًا للغاية، إذ يُسمح للمبعوث لشؤون الرهائن بلقاء من يراه مناسبًا لتحقيق هذا الهدف.
وأقرت معاريف بأن ترامب أرسل بوهلر للتحدث مع حماس بهدف تكرار إنجازه المذهل عشية تنصيبه رئيسًا بالتوصل للصفقة.
ويرى ترامب الآن أن عودة الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر عشية خطابه الأول عن حالة الاتحاد في ولايته الحالية تمثل إنجازًا لا يقل عن إنجاز ويتكوف للتوصل للصفقة نفسها.
وبحسب الصحيفة، ينبغي على النخبة صانعة القرار في إسرائيل أن تظل يقظة للغاية للرئيس ترامب، فمواقفه متضاربة ومتقلبة، والأمثلة كثيرة منها "الخطة العقارية في غزة" التي طُرحت قبل شهر، والمعارضة الأمريكية لـ"الخطة العربية البديلة لغزة" التي تُبقي حماس في الساحة، من خلف الكواليس.
وأكدت: "حتى دعم إدارة ترامب الكامل للعودة إلى القتال في غزة يتراجع ويتقلب".