في خطوة جديدة لزيادة نفوذها في المنطقة، وسعت إسرائيل من وجودها في محافظات الجنوب السوري، حيث بدأت بتأسيس العديد من المناطق "الفارغة أمنياً" في إطار توسيع المنطقة العازلة بين البلدين منذ ديسمبر الماضي.
وبحسب مصادر سياسية سورية مطلعة، فإن إسرائيل تسعى إلى استغلال حالة عدم الاستقرار الأمني التي تشهدها سوريا، خاصة في أعقاب الاشتباكات التي وقعت في مدن الساحل السوري، حيث قامت بتعزيز نفوذها في جنوب البلاد عبر إقامة مناطق أمنية جديدة خالية من أي وجود عسكري أو مسلح سوري.
وأكدت المصادر لـ "إرم نيوز" أن هذه المناطق الفارغة أمنياً التي أنشأها الجيش الإسرائيلي في عدة بلدات من القنيطرة ودرعا وريفها، جاءت بعد عمليات تمشيط واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي في تلك المناطق، حيث تمت مصادرة الأسلحة من أيدي المدنيين، ومنع أي عناصر تابعة لوزارة الدفاع السورية من دخولها.
وأضافت المصادر أن الهدف من إقامة هذه المناطق هو تحقيق مكاسب أمنية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، مثل الحد من محاولات قوات وزارة الدفاع السورية أو الجماعات المسلحة من الوصول إلى الحدود الإسرائيلية؛ ما يعزز من أمنها في المنطقة.
وفي السياق ذاته، تسعى هذه الخطوة إلى تأمين حماية أكبر للمستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان، وهو ما يمكن أن يسهم في تعزيز الاستقرار الإسرائيلي في المنطقة، وفقاً للرؤية الإسرائيلية.
ويعد إنشاء هذه المناطق تحدياً جديداً للسيادة السورية على أراضيها، وهو ما قد يفاقم التوتر بين سوريا وإسرائيل في الأيام المقبلة.
وتشير معطيات خرائط الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية إلى أن إجمالي مساحة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي في محافظات الجنوب السوري قد ارتفعت إلى نحو 665 كيلومتراً مربعاً منذ ديسمبر 2024 وحتى نهاية فبراير 2025. ومع استمرار الاعتداءات، من المتوقع أن تتسع مساحة الأراضي التي يحتلها الجيش الإسرائيلي في مناطق القنيطرة وريف درعا بالإضافة إلى هضبة الجولان.
ومن خلال تحركات الجيش الإسرائيلي في هذه المناطق، وسيطرته عليها ليست مؤقتة ، بل يسعى إلى أن تكون دائمة. حيث قام الجيش بتأسيس نقاط مراقبة عسكرية، فضلاً عن إنشاء مساكن جاهزة ووضع مهابط للطائرات العمودية في تلك المناطق.
يذكر أن السلطات السورية في دمشق لم تتخذ حتى الآن أي خطوات فعالة لمواجهة التوسع الإسرائيلي في جنوب البلاد، على الرغم من المناشدات المتزايدة من قبل مواطني هذه المناطق الذين يطالبون بضرورة تحرك عاجل من قبل الحكومة السورية.
