لم يستطع المسؤولون في القيادة الشمالية العسكرية الإسرائيلية إخفاء الخلافات المتصاعدة بينهم وبين صنّاع القرار السياسي والعسكري والمخابراتي الإسرائيلي.
وطالبت جهات إسرائيلية عدة مرات، وفق موقع "واللا" الإسرائيلي، بالثبات على الخطوط في مواجهة عناصر حزب الله، وعدم توسيع المواجهات للخط الثاني، وما بعده.
ويقول المطالبون بعدم التوسع في المعركة، إن عناصر حزب الله بدأوا بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات على الضباط والجنود في القرى التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي عائدًا إلى إسرائيل، بحسب مصادر في القيادة الشمالية.
وينتقد هؤلاء بشدة أنشطة الجيش الإسرائيلي مشددين على ضرورة "تثبيت الخطوط" في جنوب لبنان، دون تسميات من نوعية احتلال أو قطاع أمني، فقط استكمال المهام المحددة، من تدمير البنية التحتية لحزب الله.
ودعوا إلى وقف الغارات الإسرائيلية على الضاحية ومختلف المناطق في لبنان، لتحقيق الاستقرار في الخطوط التي يتواجدون فيها في جنوب لبنان، للعمل على تقليل الصواريخ المضادة للدبابات.
وتزعم المصادر نفسها، وفق الموقع، أن الجيش الإسرائيلي يشجع النازحين اللبنانيين المعادين لحزب الله على العودة إلى منازلهم في القرى.
وأضافت: "لا نعرف كيف نتحقق عن بعد ممن هو معادٍ ومن هو عنصر في حزب الله، خاصة أن عودة عناصر الحزب إلى المنطقة، وإعادة بناء البنية التحتية، مخاطرة كبيرة للغاية".
وقال مصدر إسرائيلي آخر للموقع، إن هناك خطورة أيضًا من إمكانية أن يوجه حزب الله عناصره في العمق لإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات.
وبحسب مصادر في القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، هناك توتر كبير بين تشكيل الجليل بقيادة العميد شاي كليبر وجنرالات القيادة الشمالية، على خلفية منع نقل معدات عسكرية إلى عمق الأراضي اللبنانية لأن هيئة الأركان مهتمة بالتسوية السياسية ووقف القتال، ولا ترغب برؤية تقدم للقوات في جنوب لبنان، وفق واللا.
وقال أحد المصادر: العمق اللبناني مليء بعالم من البنية التحتية لحزب الله. لا يمكنك تدمير البنية التحتية التي تم بناؤها على مدار 20 عامًا في يوم واحد. الأمر يحتاج إلى الصبر، إذا دمرت معظم ما بناه سيكون من الصعب عليه استعادته. ولكن إذا غادرت قبل الوقت المحدد، سيعود بعد دقيقة.
وعندما طلب الموقع الإسرائيلي ردًا من الجيش حول هذه الخلافات بين المستوى السياسي والقيادة الشمالية وهيئة الأركان، بشأن تطورات الموقف في الجبهة اللبنانية، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالتعليق أنه يعمل وفق الخطط القتالية التي وافق عليها المستوى السياسي، ولم يقدم تفاصيل أكثر من ذلك، وفق المصدر.