يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بلا هوادة في منطقة "الخط الأصفر" لتدمير بنية حركة حماس فوق الأرض وتحتها، ومن المقرر الانتهاء من "تطهير" المنطقة في غضون عدة أسابيع، بحسب وسائل إعلام عبرية.
ونقلت قناة "أخبار 12" عن دوائر أمنية في تل أبيب اعتزام الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته داخل "الكتل الخرسانية الصفراء"، وفقًا لتحليل الرسوم البيانية لخطة الجيش في العام المقبل 2026، وهو ما يخالف تقارير سابقة أشارت إلى اعتزام الجيش الإسرائيلي، بموجب خطة ترامب، الانسحاب من القطاع بحلول العام المقبل.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، يسيطر الجيش الإسرائيلي على نحو 50% من قطاع غزة.
ووفقًا لتقديرات إسرائيلية، لا زال يختبئ في أنفاق "الجنينة" جنوبي قطاع غزة 50 عنصرًا حمساويًا مسلحًا، ولا تتوقف عمليات الجيش الإسرائيلي لاستهدافهم، سواء من خلال الاعتقال أو التصفية.
وتشير التقديرات إلى أن حركة حماس فقدت القدرة على إنتاج صواريخ من طراز "RPJ" المحمولة على الكتف، واقتصرت قدراتها فقط على إنتاج عبوات ناسفة بدائية.
وتعتمد غالبية هذه القدرات على المواد الخام المستخرجة من الذخائر التي ألقاها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته العسكرية على مدار عامين في قطاع غزة.
في الوقت نفسه، تسعى حركة حماس إلى إعادة ترسيخ وجودها بطرق أخرى، ومن بينها محاولات تهريب أسلحة إلى غزة باستخدام مسيَّرات.
وتحاول إسرائيل في المقابل مواجهة عمليات حركة حماس بطرق متنوعة، بدءًا من إطلاق النار مباشرة على المسيرات، وصولًا إلى إنشاء وحدات متخصصة واستخدام وسائل تكنولوجية متطورة.
وتمارس الولايات المتحدة في الوقت الحالي ضغوطًا على إسرائيل لبدء إعادة إعمار قطاع غزة كجزء من المرحلة الثانية في خطة ترامب، وتقترح البدء في رفح، التي يقع معظمها داخل منطقة "الخط الأصفر"، كنموذج أولي لإعادة الإعمار ونقل السكان المدنيين.
ولا تزال إسرائيل مترددة في الانتقال إلى المرحلة التالية حتى تتم إعادة جميع جثث الرهائن، وفي غياب خطة واضحة لنزع سلاح حركة حماس.
وعلى الأرض، لا توجد حاليًا قوة دولية جاهزة لدخول غزة ونزع سلاح حركة حماس، ما يفرض صعوبة على تطبيق سيناريو ما بعد وقف إطلاق النار.
مع ذلك، قدمت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة عرضًا لحركة حماس عبر وسطاء، يقضي بخروج جميع عناصرها العالقين في أنفاق رفح شريطة تسليم أنفسهم وإيداعهم السجون الإسرائيلية.
ووفقًا للمقترح الإسرائيلي، يُطلق سراح عناصر حركة حماس، ليقبعوا بعدها في أحد سجون إسرائيل، ويعودون إلى قطاع غزة لاحقًا بشرط إعلانهم الالتزام بنزع السلاح، وعدم العودة إلى عملياتهم المسلحة السابقة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، القضاء على 3 مشتبه بهم بعد اجتيازهم منطقة "الخط الأصفر".
وفيما أكدت مصادر في قطاع غزة أن المشتبه بهما طفلان يتراوح عمرهما بين 10 إلى 12 عامًا، أصرّ الجيش الإسرائيلي على أنهم بالغان، وشكلا تهديدًا على القوات المنتشرة في "الخط الأصفر".
