تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان

logo
العالم العربي

خلف رسائل التطمين.. أي دور قد يؤديه "الجولاني" في سوريا؟

خلف رسائل التطمين.. أي دور قد يؤديه "الجولاني" في سوريا؟
أبو محمد الجولاني
08 ديسمبر 2024، 7:37 م

قال خبراء في شؤون الجماعات المتشددة والعلاقات الدولية، إن الرسالة التي خرج بها زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، بعد ساعات من سقوط العاصمة السورية دمشق في يد الفصائل المسلحة، هدفها تقديم نفسه على أنه رجل يؤسس لدولة مدنية، وأنه يعمل على انتقال سلمي للسلطة.

وأوضحو الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن رسالة الجولاني تبعث تطمينات سواء لدول العالم على أنه لن يسمح بالفوضى أو التعدي على المدنيين والأقليات، ولن يجعل سوريا بمنزلة خطر يهدد دول الجوار، وسيقطع الطريق على محاولات التقسيم.

 

 

شكوك

ولكن الخبراء شككوا في قدرة الجولاني على إتمام تلك الرسائل.

وكان الجولاني أكد أن المؤسسات العامة ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي حتى يتم تسليمها، بما يعكس بذل جهود تهدف إلى ضمان انتقال منظم للسلطة بعد أن أعلنت القوات إنهاء حكم بشار الأسد. وجاء هذا في بيان حمل توقيع "القائد أحمد الشرع" وهو الاسم الحقيقي للجولاني.

وحظر البيان على القوات العسكرية في دمشق الاقتراب من المؤسسات العامة أو إطلاق الرصاص في الهواء، وفق وكالة "رويترز".

 

 

"الخلفية الجهادية"

ويقول الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة مصطفى أمين، إن ما يهم الجولاني تقديم رسائل تطمينات سواء للمواطنين في الداخل رغبة في عدم انفلات الأوضاع في المدن التي سيطر عليها واستقرار المناطق، أو على المستوى الدولي، بهدف تهدئة الخلاف القائم بين دول غربية وأيضا بين مؤسسات داخل هذا البلدان عن خطورة ما جرى في سوريا وإفساح الطريق لهذه الفصائل المسلحة.

وأشار أمين لـ"إرم نيوز"، إلى رغبة الجولاني بفتح خطوط تواصل مع دول الجوار، لتأكيد أنه يعمل على بناء دولة مدنية، وأنه لن يجعل من سوريا ساحة للفوضى أو الجماعات المتطرفة، وعدم تصدير تلك المخاطر إلى البلدان المجاورة، ولكن كل ذلك مستبعد تحقيقه؛ نظرا لعدة معطيات أبرزها أن ما حدث يجعل سوريا حاضنة للمجموعات السلفية والجهادية، ويهدد دول المنطقة، وفق تقديره.

وأشار أمين إلى أن الجولاني سيعمل على التحرر من خلفيته الجهادية حتى لو ظاهريًا في هذه المرحلة، وهذا سيكون محكومًا إلى حد كبير بمدى قدرته على السيطرة على هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقا" التي يقودها، وتضم 30 ألف مقاتل مدربين على أعلى مستوى دون خروج عن النص من العناصر أو الدخول في تصفية حسابات أو الثأر من مجموعات أو عسكريين تابعين لنظام الأسد، بحسب قوله.

ولفت إلى أن من ضمن التحديات التي قد تعرقل رسالته ومنهج العمل الخاص بتقديم نفسه للداخل والخارج على أنه "رجل دولة"، تحرك فصائل متحالفة معه خارج السياق الذي يريد العمل عليه، في إطار المطالبة بنصيبها سياسيا أو عسكريا من المكسب الذي شاركته فيه، بالسيطرة على سوريا وسقوط النظام والوصول إلى السلطة.

وأضاف أن الجولاني شخصية براغماتية واستطاع إدارة المرحلة الماضية في أسبوعين بذكاء، باعتباره صاحب قرار، وهو ما تبين في تحركه سريعا لتأسيس مرحلة انتقالية، ولكن سيناريو التقسيم وارد، وربما قد يكون هو ذاته سببا فيه، في ظل وجود معطيات تقود إلى ذلك، ووجود اختلافات بين المكونات السورية ووجود تعارض بين بعضها، ووجود قوى إقليمية ودولية تعمل على استغلال الطوائف في سيناريو للتقسيم.

 

 

"ثوب جديد"

ومن جانبه يؤكد الخبير في العلاقات الدولية رضوان أديب، أن ما يقدمه الجولاني في ثوبه الجديد العصري، على عكس الظهور السابق منذ سنوات، يقول إنه ليس أكثر من ناقل رسائل كتبت وحبكت له، ممن يحركوه و قاموا بتجهيزه الفترة الماضية من خلال دورات تدريبية حتى يكون واجهة بهذا الشكل، وفق تقديره.

ويقول أديب لـ"إرم نيوز"، إن الجولاني وضع لنفسه دورًا  للاستخدام في مشهد جديد بالشرق الأوسط حتى وصل الأمر إلى التغاضي عن كونه مطلوبا من الولايات المتحدة التي تراه علنًا الآن وتعرف مكانه مسبقًا، ولكنها تغض الطرف حتى يتمم مهمته التي ستكون مؤقتة، وفق قوله.

واضاف أديب أن ما خرج به الجولاني مؤخرًا عبارة عن رسائل تدعي أن سوريا ستكون للجميع وأن ما يحدث انتقال سلمي للسلطة، وتأتي في ظل تحكم احترافي ممن قاموا بدعمه وقاموا بتحريكه حتى لا يورطهم، بحسب تعبيره.

ووفق أديب فإن للجولاني دورا محددا سيستمر فيه حتى مرحلة معينة ستكون سوريا فيها مليئة بالفوضى، وذلك بغرض استهداف المصالح الروسية وما تبقى من التواجد الإيراني. وبعد انتهاء هذا الدور سيكتب الغرب لسوريا، مرحلة تهدئة وعملية تغيير، لن تتطلب وجود الجولاني، ليكون التخلص منه، والتهمة ومعطياتها جاهزة.

أخبار ذات علاقة

أبومحمد الجولاني

بيان جديد من الجولاني بخصوص "إطلاق الرصاص" والمؤسسات الحكومية

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC