logo
العالم العربي

خبراء: مساعي واشنطن لجمع عون ونتنياهو "بالون اختبار"

لقاء سابق بين جوزيف عون وباراكالمصدر: أ ف ب

ذهب خبراء إلى أن الطرح المكثف والمستمر مؤخرًا من الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط توماس باراك، بعقد لقاء أو اتصال بين الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبارة عن "بالون اختبار" للدوائر السياسية والشعبية اللبنانية حول التطبيع.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن محاولات باراك ضغط سياسي على الدولة اللبنانية، وتعمل على جسّ النبض للوضع الداخلي، ومدى تغير المشهد من عدمه وإمكانية تقبل الرأي العام اللبناني فكرة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

وبينوا أن ذهاب باراك بلقاء مثل ذلك يعتبر تطبيعًا للبنان مع إسرائيل دون حل المشاكل العالقة ما بين نقاط محتلة واعتداءات مستمرة وملف الأسرى.

أخبار ذات علاقة

الموفد الأمريكي توم باراك

"تل أبيب مستعدة".. باراك يحث لبنان على التفاوض مباشرة مع إسرائيل

وتحمل تصريحات باراك مؤخرًا، نوعًا من الإلحاح في تواصل مباشرة بين الرئيس اللبناني ونتنياهو، حيث قال: "فليتصل الرئيس اللبناني جوزيف عون برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويتفق معه على التخلص من كل الرواسب.

وقبل ذلك بأيام، دعا باراك لبنان إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مع تصاعد التوترات الحدودية وتكثيف الغارات الإسرائيلية على معاقل ميليشيا حزب الله في الجنوب، بعد نحو عام على اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال باراك، في تصريحات على هامش منتدى "حوار المنامة"، إن "الحوار يجب أن يكون مع إسرائيل، فقط مع إسرائيل، وإسرائيل مستعدة. اسلكوا هذا الطريق، إلى إسرائيل، وأجروا محادثة، فهذا لن يضر". 

جس نبض 

ويقول الخبير العسكري اللبناني، العميد مارسيل بالوكجي، إن محاولة عقد لقاء بين نتنياهو والرئيس جوزيف عون، بهدف إعادة ترتيب أمني واقتصادي بين البلدين لتنفيذ القرار 1701، والضغط في موضوع تنفيذ حصرية السلاح وأولوياته. 

وبين بالوكجي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذه المحاولة هي ضغط سياسي على الدولة اللبنانية، ومحاولة لجسّ النبض للوضع الداخلي، ومدى تغير المشهد من عدمه وإمكانية تقبل الرأي العام اللبناني فكرة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

واعتبر بالوكجي أن هذا الأمر مِن الصعب حدوثه؛ لأن التطبيع مرفوض على المستوى السياسي، وستكون هناك لجنة "الميكانيزم" والمفاوضات من خلال تِقنيين وليس سياسيين أو سفراء، لأن حدوثها على مستوى رفيع سيعتبر تطبيعًا، لذلك يصرّون على مفاوضات غير مباشرة عبر تِقنيين لتجنّب مسألة التطبيع، خصوصًا أن اتفاق الهدنة  1949 لم يعد يسمح بأي اتفاق مضى عليه الزمن، وبالتالي هناك ترتيبات أمنية كبيرة تجري.

أخبار ذات علاقة

الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس

البحث عن السلام أم السلاح.. تساؤلات معقّدة حول مهمة أورتاغوس في لبنان

بالون اختبار

وأفاد بالوكجي بأن الضغط على لبنان مستمر، وطرح عقد اللقاء مجرد "بالون اختبار"، ولا يمكن للرئيس عون أن يحضره، حتى ولو بشكل غير مباشر، من خلال رعاية أمريكية، موضحًا أنه لا يمكن لـ"حزب الله" الشروع في أي مفاوضات الآن، خاصة أنه يسيطر على قرار السياسة والدولة، وبالتالي لا يمكن للدولة السير في أي مفاوضات في الوضع الحالي إلا بشكل غير مباشر عبر آليات "الميكانيزم" المصغّرة التقنية دون مستوى سياسي رفيع في الوقت الحالي.

وأشار إلى أن القرارات في لبنان عادة ما تأتي من الأعلى إلى الأسفل، لكن هذه المرة يُعمل على العكس، أي من الأسفل إلى الأعلى، وفق خطة الجيش التي تُنفّذ تقنيًّا، إذ من غير الممكن اتخاذ قرار سياسي قبل حل تركيبة الأمن والسلطة التنفيذية في لبنان، لأن الوضع لا يحتمل "نصف قرار".

وأوضح بالوكجي أن تل أبيب تستعجل المفاوضات ووجود الفرقة 91 في الجنوب له دلالات عملية خاصة تتعلق بإنزالات محدودة، وليس هناك اجتياح جوي واسع من قبل إسرائيل، مشيرًا إلى أن الوضع في لبنان قائم على معادلة "لا تسليم سلاح"، بينما الغرب يسعى إلى "حصرية السلاح". 

وتابع أن الدولة في لبنان وميليشيا حزب الله تعملان على كسب الوقت، وهذه السياسة وإن كانت تنجح مرحليًّا، إلا أنها ستضرّ بالوضع على المدى الطويل.

مفاوضات مباشرة

فيما يؤكد الباحث السياسي اللبناني داني سركيس، أن ورقة رهان توم باراك هي الوصول إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان يقدمها إلى السلطة في بيروت على أنها تحل كافة الأزمات وتمنع شن حرب على ميليشيا حزب الله، لكن باراك حتى الآن لم يقدم مقترحًا إلى لبنان ويكون قادرًا على تنفيذه في أكثر من مناسبة فاصلة.

وأكد سركيس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن لبنان سيصل في يوم إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولكن الشكل الذي تريده الولايات المتحدة في الوقت الحالي، لا يضمن سيادة الدولة ولا يضع حلولًا فاصلة لملفات عالقة على الأقل فيما يتعلق بترسيم الحدود والأسرى.

وبحسب سركيس، فإن ذهاب باراك إلى لقاء مثل ذلك يعتبر تطبيعًا للبنان مع إسرائيل دون حل المشاكل العالقة ما بين نقاط محتلة واعتداءات مستمرة وملف الأسرى.

وأضاف، أن باراك لم يستطيع أن يقدم ضمانات إلى بيروت بأن التجهيز لمفاوضات رفيعة المستوى على الأقل قد يكون مقابلها انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس المحتلة، إذ لا يستطيع المبعوث الأمريكي أن يتحرر من الخطة الإسرائيلية التي تحقق كل شروط ومطالب تل أبيب، دون إعطاء الدولة اللبنانية ما يجعلها تحافظ على سيادتها.

أخبار ذات علاقة

جنود إسرائيليون خلال توغل بري في جنوب لبنان

بين قرار الرئاسة وسكون الميدان.. هل تجرّ إسرائيل الجيش اللبناني إلى المواجهة؟

دعم الجيش اللبناني

وذكر سركيس أن من بين الأمور المستقبلية المتعلقة بالمفاوضات المباشرة، الدعم المقدم للجيش اللبناني ليقوم بمهامه الحدودية والدفاع عن الجنوب وكل ما يتعلق بأمور السيادة وحماية أمن البلد، في حين أن باراك يرى أن الذهاب إلى دعم الجيش وتحديث آلياته مرهون بحصر السلاح وفي الوقت ذاته، السير في عملية تطبيع مع لبنان.

واستكمل، من الطبيعي أن يذهب لبنان إلى مفاوضات مباشرة، ولكن يجب أن يكون هناك تنسيق وتجهيز يحفظ له أساسيات الأمن القومي، بداية من السيادة على أراضيه وتحرير النقاط المحتلة وصولًا إلى ترسيم الحدود البحرية التي تريد تل أبيب أن تتم في إطار ضغط على الحكومة اللبنانية للخروج بالإطار أو الخلاصة التي تريدها في هذا الملف على حساب خسارة لبنان لثرواته البحرية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC