logo
العالم العربي

غزة.. البرد يقتل الطفل جمعة ويلاحق توأمه علي

غزة.. البرد يقتل الطفل جمعة ويلاحق توأمه علي
خيام النازحين في غزةالمصدر: رويترز
01 يناير 2025، 10:36 ص

لم تمنح الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام الرضيع "جمعة البطران" فرصة للحياة، بعد أن تسببت بموته متجمدًا من البرد الشديد الذي يضرب القطاع، فيما يصارع توأمه "علي" للبقاء على قيد الحياة.

أخبار ذات علاقة

الرياح تحطم خيام النازحين في غزة

في خيام غزة.. البرد يخطف أرواح الأطفال النازحين

جمعة وعلي ولدا قبل نحو ثلاثين يومًا بشكل مبكر عن موعد ولادتهما الطبيعية، وبلغ وزن كل منهما عند الولادة نحو كيلوغرام و300 غرام، وعانيا منذ الولادة من سوء تغذية، وفق ما يؤكد والدهما يحيى البطران.

وقال البطران لـ"إرم نيوز" إنه يعيش في خيمة مهترئة بالقرب من شاطئ البحر بمدينة دير البلح وسط القطاع، وذلك بعد أن اضطر للنزوح من شمال غزة إثر الحرب المتواصلة، متابعًا "هربت بهم من الصواريخ والرصاص في الشمال ليموتوا متجمدين من البرد في الجنوب".

وأوضح البطران أنه بمساعدة بعض المعارف والجيران شيد خيمته من النايلون والأقمشة والبطاطين المهترئة، التي لم تكن تقي طفليه البرد، وهما يحتاجان لرعاية خاصة بسبب وضعهما الصحي وسوء التغذية".

وأضاف: "كنت أتابع حالتهما الصحية باستمرار مع مختلف الجهات الطبية، وللأسف أُخرجا مبكرًا من حضانة الأطفال بالرغم من ضرورة بقائهما فيها لحين اكتمال نموهما وزيادة أوزانهما"، لافتًا إلى أن ضعف الإمكانيات الطبية بسبب الحرب والبرد الشديد تسبب بوفاة طفله الأول ونقل الثاني إلى غرفة العناية الحثيثة.

وأشار إلى أنه استيقظ صباح يوم الأحد على رضيعه جمعة وهو في حالة تجمد شديد، وعلى الرغم من تحركه بسرعة للمستشفى إلا أنه وصل متأخرًا حيث أبلغه الأطباء بوفاته بسبب البرد، مبينًا أنه لم يكن يمتلك القدرة على توفير وسائل التدفئة اللازم لأطفاله.

وتابع: "لدينا عدد قليل من الأغطية ولا نمتلك الفراش، وبذلنا جهودًا من أجل توفير وسائل تدفئة من قبل المؤسسات المعنية لأطفالنا، إلا أننا لم نتمكن من ذلك في ظل الظروف الصعبة بغزة"، مستكملًا "فقدت طفلي جمعة، وتوأمه علي يرقد الآن في العناية الحثيثة بين الحياة والموت".

الطفل علي البطران

وقال البطران "الأطباء أخبروني أنه لا أمل في نجاة علي، بسبب صعوبة وضعه الصحي، خاصة أن البرد الشديد كان سببًا في عدم قدرته على الرضاعة بشكل طبيعي، كما أنه كان في ظروف غير صحية بسبب مكوثه بالخيمة منذ الولادة".

ولفت إلى أنه كان يجمع النايلون من الشوارع وأماكن تجمع القمامة ليستخدمها في تسخين المياه لإعداد الحليب لأطفاله، مضيفًا "فقدت كل شيء بسبب الحرب وكل ما أرجوه أن يعود طفلي علي للحياة، وتتحسن حالته الصحية".

وقالت نورا البطران، والدة التوأمين جمعة وعلي، إنها كانت تعاني الأمرين وهي ترى طفليها يتجمدان من البرد يوميًا دون أن تتمكن من توفير الحياة الملائمة لهما، مبينًة أنها بشق الأنفس حصلت لهما على الحليب وبعض الملابس.

وأوضحت البطران، لـ"إرم نيوز"، أنها استخدمت وسيلة بدائية من أجل تدفئة طفليها، تتمثل في تسخين المياه ووضعها في زجاجات وبملابس توأميها علي وجمعة، مبينًة أنها كانت تستخدم تلك المياه لتدفئتهما وإعداد الطعام لهما.

وأضافت "كنت أسهر طوال الليل محاولة تدفئة جسديهما، ونكتفي بأغطية رديئة للغاية لنا من أجل حصول التوأمين على الدفء"، مشيرًة إلى أن توأميها كانا دائمًا يعانيان من البرد الشديد، خاصة مع الهزال والضعف في جسديهما في ظل حياة النزوح والخيام القاسية.

أخبار ذات علاقة

صاعقة رعدية في سماء عسقلان

غرق العشرات من خيام النازحين في غزة بعد صاعقة رعدية (صور وفيديو)

وناشدت البطران العالم العمل من أجل وقف الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للأطفال والنازحين، لافتًة إلى أن الحياة في الخيام وخاصة مع فصل الشتاء تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الآلاف من سكان القطاع.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس في غزة، فإن 7 من النازحين غالبيتهم من الأطفال توفوا بسبب البرد القارس، مؤكدًا أن العدد مرشح للزيادة في ظل الظروف المأساوية للنازحين.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC