تظاهر أبناء القومية العربية في مدينة الأهواز جنوب إيران اليوم السبت، احتجاجا على قيام الحكومة بسرقة مياه المدينة وتحويل مسار نهر كارون إلى محافظة آصفهان الفارسية وسط البلاد، فيما هدد نواب عرب عن الإقليم في البرلمان الإيراني بمقاطعة جلسات البرلمان ووقف نشاطهم في حال استمرت الحكومة بمشروع نقل المياه من الأهواز .
وقال ناشطون في مدينة الأهواز عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "ألف مواطن من أبناء مدينة الأهواز تظاهروا اليوم أمام نهر كارون ضد قرار الحكومة الإيرانية بسرقة مياه الأهواز وتحويلها إلى مدينة أصفهان وسط البلاد".
وذكر الناشط عزيز إبراهيم أن "وقفة الاحتجاج شهدت مشاركة واسعة من مختلف أبناء مدينة الأهواز من العرب والفرس فضلاً عن مشاركة واسعة للمزارعين والفلاحيين الذي حذروا السلطات الحكومية من الاستمرار بمشروع سرقة مياه نهر كارون وتحويله إلى مدينة أصفهان".
وكان ممثل أهالي مدينة الأهواز في مجلس خبراء القيادة الإيرانية “محسن حيدري” حذر اليوم، حكومة الرئيس حسن روحاني من الاستمرار في مشاريع تحويل مجرى أنهار مدينة الأهواز إلى محافظة اصفهان وسط البلاد الأمر الذي اعتبره سببًا كافيًا لنشوب حرب أهلية في إيران بسبب تجفيف مناطق العرب من المياه.
وقال حيدري في تصريح لوكالة أنباء “تسنيم”، إن “تسريب وثيقة دعم حكومة حسن روحاني لمشاريع تحويل مجرى أنهار الأهواز رسالة توضح أن الحكومة تمضي قدماً بالمشروع”، معتبراً أن “المضي بهذا المشروع سيؤدي إلى انزلاق البلد إلى حرب أهلية بسبب تجفيف مناطق العرب”.
وطالب عضو مجلس خبراء القيادة القضاء الإيراني بالتدخل لوقف عملية تحويل مجرى نهار كارون بمدينة الأهواز إلى محافظة أصفهان وسط البلاد.
وتواصل السلطات الإيرانية منذ سنوات العمل على نقل المياه من مدينة الأهواز دون الاكتراث بحياة ومشاعر المواطنين العرب، في خطوة تؤكد أن “طهران ماضية بسياسة الحرب الاقتصادية ضد الأهوازيين”.
وكان نواب عرب من مدينة الأهواز قاطعوا خطاب الرئيس حسن روحاني الأحد الماضي في البرلمان احتجاجاً على نقل المياه من نهر كارون إلى مدينة أصفهان.
ونشرت وسائل إعلام رسمية إيرانية وثيقة موقعة من 16 نائباً عن القومية العربية يهددون فيها بمقاطعة جلسات البرلمان ووقف نشاطهم في حال استمرت الحكومة بمشروع نقل المياه من الأهواز.
وقامت السلطات الإيرانية في الأعوام الماضية ببناء عدة أنفاق لنقل المياه إلى المناطق المتقدمة وسط إيران وتحديداً إلى محافظات أصفهان، يزد، وكرمان، التي تقطنها أغلبية فارسية، وذلك لإقامة بنية تحتية.
ويتهم الأهوازيون النظام الحاكم في طهران بممارسة التطهير العرقي الممنهج، من خلال جلب مهاجرين من المحافظات الفارسية إلى مدن الإقليم العربي، بهدف تغيير التركيبة السكانية وتجاهل قضايا البطالة والبيئة في المدينة.
