ألمحت مفاوضة ونائبة سابقة في البرلمان الأفغاني إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سلم أفغانستان لحركة طالبان، معتبرة أنه كان بإمكانه إنقاذ مفاوضات السلام مع الحركة لو أجل انسحاب قواته من البلد الآسيوي لشهر واحد فقط.
واعتبرت فوزية كوفي، الناشطة أيضا في مجال حقوق المرأة، أن الانسحاب الفوضوي قوّض كل النفوذ الذي كانت الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية تتمتعان به مع طالبان في المحادثات التي كانت تجري في قطر.
وقالت كوفي، التي تعرضت في السابق لمحاولتي اغتيال، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، يوم الخميس، إن "أفغانستان ضحية لأخطاء متتالية.. كان بإمكان الرئيس بايدن تأجيل ذلك لشهر آخر فقط للوصول إلى التسوية السياسية أولاً."
وأضافت أنه" كان من الممكن أن يتوصلوا إلى اتفاق، والمغادرة المفاجئة للقوات الأمريكية عرّضت الكثير من الناس للخطر دون داعٍ".
وتابعت حديثها من منزلها في كابول: "كلنا نريد أن تغادر القوات الدولية.. ليس من المستدام أو المنطقي من أي وجهة نظر أن يكون لديك قوة أجنبية تحمي بلدك، لكن هذا الانسحاب جاء في غير وقته بأن تختاره الولايات المتحدة الآن، في منتصف المفاوضات وقبل أن نحصل على تسوية.. لو تمسك الأمريكيون بنفوذهم السياسي والضغط على طالبان واستخدام جميع مصادر الضغط ضدهم فأعتقد أنهم كانوا سيصلون إلى تسوية".
ولفتت إلى أن "رفع عقوبات السفر التي فرضتها الأمم المتحدة، والذي مكّن قيادة طالبان من الوجود في الدوحة لإجراء محادثات، كان سوء إدارة وسمح لهم بالحصول على الدعم".
وأضافت: "لقد استخدموا السفر لتعزيز وضعهم.. ذهبوا إلى الصين وروسيا وإيران وتركيا لتعزيز دعمهم، والتمتع بالمكانة والموقف الذي يريدونه."
واعتبرت كوفي أنه لهذا السبب ينبغي على العالم أن يراقب الوضع وهو يتكشف بحذر شديد؛ لضمان عدم وجود "شيكات على بياض"، و"منع تجاهلهم حقوق الإنسان ".
وقالت كوفي، أول نائبة لرئيس الجمعية الوطنية الأفغانية، إنها لا تريد الفرار إلى الخارج على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تواجهها، لكنها تخشى بشدة على النساء والفتيات الأفغانيات.
وتابعت: "تشعر المرأة بأنها مهجورة وبالخيانة، ويشعر الرجال بأنهم مهجورون.. لم يكن قادة العالم أمناء وصادقين فيما قالوه."
وذكرت أنها لا تزال تشعر بالأمل، وأن "النساء يتمتعن بالمرونة، ولا يزال بإمكانهن أن يصبحن عوامل تغيير في أفغانستان".
