بعد عام من مقتل الأمريكي جورج فلويد، في حادثة هزت العالم، لا يزال الأمريكيون من أصل أفريقي الضحايا الرئيسيين لعنف الشرطة، ولا يبدو أن نارهم انطفأت، لا سيما مع تنامي الشعور بإفلات المذنبين من رجال الشرطة من العقاب.
ورغم مرور سنة على مقتل فلويد، البالغ من العمر 46 عاما، في الـ25 من شهر أيار/ مايو الماضي، بعد تعرضه للعنف من ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس، لا يزال الأمريكيون الأفارقة يعانون من الإفراط في استخدام القوة ضدهم وتتنامى لديهم مشاعر الغبن والاستياء، وفق ما يؤكده تقرير نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية.
ويروي التقرير نماذج لأمريكيين من أصول أفريقية تعرضوا للعنف في غضون العام الجاري، مشيرا إلى أنه لا شيء تغيّر بعد وفاة فلويد تحت ركبة شرطي أبيض، من حيث ممارسات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.
"كان مبررا"
وأشار إلى وفاة رجل في الـ42 من عمره في إليزابيث سيتي، وهي بلدة جامعية صغيرة معظمها من السود في ولاية نورث كارولينا، إثر الإصابة بـ5 رصاصات، أطلقها ضابط شرطة أبيض جاء لإصدار مذكرة توقيف له بتهمة تهريب المخدرات.
وقُتل أب لـ7 أطفال أثناء قيادة سيارته، التي لم يتم العثور على أسلحة فيها، وحكم المدعي العام في الـ18 من شهر مايو/أيار الجاري، بأن إطلاق النار "كان مبررا"، في حادثة "مأساوية" وقعت في الـ21 من شهر أبريل/نيسان، في اليوم التالي لإدانة ضابط الشرطة ديريك شوفين بقتل فلويد.
وفي الـ11 من شهر أبريل/ نيسان أثناء توقف مرور عادي، قُتل شاب يبلغ من العمر 20 عاما برصاص ضابط شرطة أبيض، وجاءت وفاته على مسافة غير بعيدة من المحكمة المحصنة في مينيابوليس، حيث كانت محاكمة شوفين في الوقت نفسه تثير الجدل حول الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة الأمريكية.
ويؤكد تقرير الصحيفة الفرنسية أن "الدعاية التي أُعطيت لقضية فلويد لم تنقذ ماريو جونزاليس أيضا، وهو إسباني الأصل، ويبلغ من العمر 26 عاما، وتوفي في الـ19 من شهر أبريل/ نيسان بعد أن احتجزته الشرطة لمدة 5 دقائق في حديقة في كاليفورنيا".
وبعد نحو 10 أيام من الحادثة، وتحت ضغط من الأسرة ومحاميها نشرت السلطات صورا لاعتقال الشاب، الذي بدا مرتبكا وربما كان مخمورا يجد صعوبة في الإجابة عن أسئلة الشرطة، حيث كان ملقى على الأرض وفوقه ركبة شرطي، وبعد دقائق توقف الرجل القوي عن التنفس، وقد تم وضع ضباط الشرطة الثلاثة الموجودين في إجازة مدفوعة الأجر طوال مدة التحقيق.
روتين مميت
ويُظهر فيديو آخر طفلا يبلغ من العمر 13 عاما، يواجه دعوى قضائية لوجوده بالقرب من شاب مسلح تم القبض عليه وذراعاه في الهواء ويداه فارغتان في مواجهة الشرطي، وقد انهار بعد إطلاق النار ولم يتم العثور على سلاح بعيدا عن جسده، وتم إيقاف الشرطي مؤقتا، كما أوقف زميله من ولاية فرجينيا، الذي أطلق في الـ21 من شهر أبريل/نيسان النار على أشعيا براون 10 مرات تاركا إياه بين الحياة والموت.
وفي تلك الحادثة، شعر الشرطي بالتهديد من الشيء، الذي يحمله الشاب الأمريكي ذو الأصل الأفريقي في يده، إلا أنه كان هاتفا لاسلكيا ظن الشرطي خطأ أنه سلاح.
ويبدو أن تواتر الأعمال الدرامية، التي تسجلها الصحافة الأمريكية يؤكد مشاعر أسر الضحايا، فعلى الرغم من المشاعر، التي شاركها ملايين الأمريكيين بعد وفاة جورج فلويد، ورغم الشعارات والوعود فلا شيء تغير.
ويؤكد تقرير "لوموند" أن إحساس الشرطة بالإفلات من العقاب والاستخدام المتسرع لأسلحتهم والاستخدام غير المبرر للقوة سيشكل روتينا مميتا في الشوارع الأمريكية، حيث لا يزال الرجال الأمريكيون من أصل أفريقي عرضة للقتل على أيدي الشرطة بمقدار الضعف مقارنة بنظرائهم البيض.