تنتهي مهلة تكليف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لتشكيل حكومة جديدة عند منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء، دون وجود احتمالات بأنه سينجح بتشكيلها.
ويتوقع أن ينقل الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، التفويض بتشكيل حكومة إلى رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لابيد، في المعسكر المناوئ لنتنياهو، أو إجراء جولة مشاورات جديدة مع الأحزاب للحصول على توصياتها بمرشح يشكل الحكومة.
ويعمل المعسكر المناوئ لنتنياهو أو ما يسمى "كتلة التغيير" على أن يحصل رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لابيد، على التفويض ومعه قوة كبيرة للسيطرة على الأحداث في المستقبل القريب.
وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن نتنياهو يسعى إلى منع نقل التفويض إلى لابيد، من أجل إحباط تشكيل حكومة في "كتلة التغيير"، وذلك من خلال توصية أحزاب معسكر نتنياهو على منح التفويض بتشكيل حكومة إلى رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، كي يشكل الأخير حكومة يمين بالتناوب على رئاستها مع نتنياهو.
إلا أن إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت اليوم الثلاثاء، أنه "في حزب الليكود باتوا يدركون أنه حتى لو أوصى معسكر نتنياهو كله، أي الليكود والحريديين والصهيونية الدينية، ببينيت، فإنه لا يتوقع أن يمنحه ريفلين التفويض بتشكيل حكومة، لأن هذا المعسكر حصل على فرصة لتشكيل حكومة وفشل بذلك".
رفض حكومة تستند إلى دعم القائمة العربية
وعلى إثر هذا الوضع، يمارس الليكود ضغوطا على رئيس القائمة العربية الموحدة، منصور عباس، من أجل أن يوصي هو الآخر ببينيت، وعندها بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، سيحصل بينيت على توصية 63 عضوا من الكنيست، الأمر الذي سيضع صعوبة أمام ريفلين بتكليف لابيد.
وجرت أمس الاثنين محادثات في كتلة نتنياهو لحل التشابك السياسي والتفكير في طرق لإجبار رئيس "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش على دعم حكومة ضيقة تستند إلى دعم القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.
وشرع نتنياهو في خطوة كبيرة، إذ أعرب اثنان من كبار الحاخامات في الصهيونية الدينية، هما الحاخام تسفي تاو والحاخام شموئيل إلياهو، عن دعمهما للحكومة بهذا الشكل.
وعلى الرغم من ذلك، فشل نتنياهو في حشد دعم سموتريتش، ورئيس "القوة اليهودية"، إيتامار بن غفير، واللذين أعلنا أنهما على الرغم من دعوة الحاخامات، فإنهما يرفضان تشكيل حكومة بالتعاون مع القائمة العربية الموحدة.
بدورها، قالت رئيسة كتلة الصهيونية الدينية في الكنيست، أوريت ستروك، لإذاعة الجيش الإسرائيلي "سنفعل أي شيء من أجل إحباط تشكيل حكومة مع منصور عباس، فهذه ستكون نهاية الصهيونية"، واصفة القائمة الموحدة بأنها "مؤيدة للإرهاب".
نتنياهو يعرض حكومة تناوب مع بينيت
وبعد تضاؤل حظوظه في مفاوضات تشكيل الحكومة، اتخذ نتنياهو خطوة أخرى، وهذه المرة مع بينيت، عندما أعلن أنه وافق على تشكيل حكومة بالتناوب مع بينيت، يكون هو الأول في رئاستها، قائلا في مقطع فيديو "أخبرت بينيت أنه من أجل منع تشكيل حكومة يسارية، سأكون مستعدا لقبول طلبه بترتيب تناوب يكون فيه أولا رئيسا للوزراء لمدة عام".
وبعد ذلك بوقت قصير، رد بينيت على نتنياهو وقال في اجتماع لحزبه "سمعت اقتراح نتنياهو، وهو غير مفهوم، أنا لم أطلب من نتنياهو رئاسة الوزراء، بل تشكيل حكومة".
جدعون ساعر
كما أعلن رئيس حزب "أمل جديد"، المنشق عن حزب الليكود، جدعون ساعر، أنه يرفض الانضمام إلى حكومة سيشغل فيها نتنياهو منصب نائب رئيس الوزراء.
وقال ساعر في اجتماع حزبه "تحول نتنياهو لمدة عام إلى منصب نائب رئيس الوزراء لم يصوت عليه ناخبو الأمل الجديد".
الصراع بين لابيد وبينيت
وفي المعسكر المناوئ لنتنياهو، أعلن لابيد في مؤتمر صحافي بالكنيست، أخيرا أنه "لن يتنازل عن الحصول على تكليف من الرئيس الإسرائيلي بتشكيل الحكومة".
في المقابل، يسعى بينيت إلى أن يحصل هو على تكليف من الرئيس الإسرائيلي، وتحدّث أعضاء في حزب الليكود، أخيرا، عن احتمال التوصية به عند الرئيس الإسرائيلي.
ولا يمكن لبينيت تشكيل حكومة دون أن تضمّ أحزاب "يوجد مستقبل"، برئاسة يائير لابيد، و"العمل" و"ميرتس"، ومع ذلك وصف حكومته بأنها "يمينيّة".
إلا انه وبالرغم من كل ذلك، أجرى بينيت الأسبوع الماضي محادثات مع رئيس حزب "يوجد مستقبل"، يائير لابيد، من أجل الوصول إلى جولة من المشاورات بمخطط واضح لتشكيل حكومة وحدة تتكون من أحزاب "أمل جديد"، "أزرق وأبيض"، "إسرائيل بيتنا"، "العمل" و"ميرتس"، لكن ما زال هناك فجوات وخلافات كثيرة حول توزيع الحقائب الوزارية، والخطوط العامة، وقضايا أيديولوجية.
كما أن لابيد وبينيت لم يتفقا حول طبيعة الدعم المحتمل من جانب القائمة العربية الموحدة، إن كان ذلك بالامتناع عن التصويت لدى تنصيب الحكومة في الكنيست، أو دعم الموحدة بشكل فعال لحكومة كهذه، وذلك رغم اللقاء الذي عقده بينيت مع رئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، الأسبوع الماضي.
بيني غانتس: بابي مغلق أمام نتنياهو
وبعد وصول التشابك السياسي إلى نقطة تحول متوترة بشكل خاص مع نهاية المهلة الممنوحة لنتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، أعلن حزب "أزرق أبيض" أنه "يدعم ويعمل على استبدال حكم نتنياهو بالتعاون مع كتلة التغيير".
ووفقا لإعلان الحزب، أصدر رئيس الحزب بيني غانتس تعليمات إلى طاقمه المباشر بعدم ادخار أي جهد والتصرف بأي طريقة لمساعدة لابيد في الحصول على التفويض من الرئيس ريفلين.
وأوضح غانتس سابقا، أنه لن يوافق على أي اتفاق تناوب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال في اجتماع لحزبه: "حتى لو طُلب مني ذلك مئات المرات، فالجواب واحد وواضح جدا: بابي مغلق تماما أمام نتنياهو، أنا ملتزم فقط بكتلة التغيير".
يذكر أن الرئيس الإسرائيلي رؤفين ريفلين سيمتنع عن تمديد مهلة نتنياهو لأسبوعين آخرين، وذلك في ظل انسداد الأفق أمامه، إذ لم تفضِ المفاوضات التي يجريها منذ تكليفه بمهمة تشكيل الحكومة، إلى أي تقدم ملموس، ولم ينجح في بلورة أي اتفاق ائتلافي مع الكتل البرلمانية.
