logo
أخبار

انقسام في إيران بشأن الانتقام لاغتيال محسن فخري زاده

انقسام في إيران بشأن الانتقام لاغتيال محسن فخري زاده
29 نوفمبر 2020، 3:13 ص

سلط تقرير تحليلي، يوم السبت، الضوء على تهديدات قادة النظام الإيراني بالانتقام لاغتيال العالم النووي البارز، محسن فخري زاده، في ظل حديث عن انقسام بين المسؤولين الإيرانيين حول الرد على حادثة الاغتيال.

وهدد عدد من كبار قادة النظام الإيراني بالانتقام من المتورطين في اغتيال فخري زاده، إذ كان أبرز هؤلاء المسؤولين المرشد الأعلى، علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني والقائد العام لقوات الحرس الثوري، اللواء حسين سلامي.


4282f050-4c55-44fb-b01e-17c1fe344b76

وفي هذا الإطار، قال تقرير للمحلل السياسي الإيراني، جمشيد برزكر، إن "جميع مسؤولي النظام الإيراني سواء الساسة أو العسكريون اتفقوا على نبرة صوتية واحدة في تصريحاتهم التي توعدت بالانتقام من قتلة فخري زاده، بينما اختلفوا في كيفية وتوقيت تنفيذ هذا الانتقام".

وأوضح التقرير المنشور على موقع إذاعة "فردا" المعارضة، أن "مسألة انتقام إيران  لاغتيال العالم النووي فخري زاده تنقسم إلى وجهتي نظر: الأولى يتبناها طيف من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين وتدعو للصبر وضبط النفس في العمل، والتهديد والوعيد في القول".


7f7720d3-d766-4fb0-8a3f-834e6c631dc7

واعتبر أن المسؤولين الإيرانيين الذين يتبنون وجهة النظر السابقة يرون ضرورة الامتناع عن إعطاء حجة لأطراف على رأسها إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذ يتخوف هؤلاء المسؤولون من أن هذه الأطراف تسعى وراء فرصة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران قد تكون بداية حرب شاملة قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن لمقاليد الحكم.

وأشار التقرير الإيراني إلى أن الرئيس حسن روحاني يأتي في صدارة المسؤولين الإيرانيين الذين يتبعون وجهة النظر الأولى، حيث شدد روحاني في تعليقه على اغتيال فخري زاده على "أن الأمة الإيرانية أكثر حكمة من أن تقع في فخ مؤامرة الصهاينة" وفق تعبيره.

أما عن موقف المرشد الأعلى، علي خامنئي من اغتيال فخري زاده، فرأى التقرير أن "نبرة خامنئي في تعليقه على اغتيال العالم النووي كانت أقل حدة من رده على حادثة اغتيال قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري، قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية بالقرب من مطار بغداد".


b3887a22-f8c6-4b07-8f52-9b2754c38fe7

ونوه إلى أن "خامنئي أصدر رسالة تؤكد ضرورة متابعة حادثة اغتيال فخري زاده ومعاقبة المخططين والمنفذين لعملية الاغتيال، دون أن يصرح بشكل مباشر باسم إسرائيل، رغم تصريح أغلب المسؤولين الإيرانيين بأن إسرائيل هي من تقف وراء اغتيال فخري زاده".

واعتبر أن "الشريحة الأبرز من متخذي القرار الإيراني وعلى رأسهم خامنئي والحرس الثوري ترى الحرب والاشتباك العسكري المباشر آخر الخيارات المتاحة، وذلك في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تواكب طهران".

ولفت إلى أن "النظام الإيراني يسعى في الوقت الراهن للخروج في صورة قوية أمام الرأي العام وخاصة التيار المتشدد، حيث سيروج النظام بأن الصبر على حادثة اغتيال فخري زاده ليس لغياب الإرادة أو القوة على الرد، وإنما يأتي هذا الصبر انتظارا لقدوم إدارة، جو بايدن، التي يأملون منها التعامل مع طهران بشكل مختلف وأكثر سلمية من سابقتها إدارة دونالد ترامب".

أما عن وجهة النظر الثانية لدى النظام الإيراني ضمن رده المحتمل على اغتيال فخري زاده، فهي وجهة نظر يتبناها التيار المتشدد من المسؤولين والبرلمانيين وحتى وسائل الإعلام، إذ تؤكد وجهة النظر هذه ضرورة الرد بشدة على حادثة الاغتيال وفق التقرير.


394f894b-43d4-4660-8f16-e6c7c800579e

وأشار التقرير الإيراني إلى أن وسائل الإعلام المقربة من التيار المتشدد تركز حاليا في عناوينها وتقاريرها التي تغطي حادثة اغتيال فخري زاده، بأنها الحادثة الثانية الأكثر تأثيرا في موقف النظام خلال عام واحد، وذلك بعد حادثة اغتيال قاسم سليماني يناير الماضي.

وبحسب التقرير، يرى مؤيدو وجهة النظر هذه أن انتقام إيران لمقتل فخري زاده يجب أن يتسم بالشدة، سواء كان هذا الانتقام من قبل إيران بشكل مباشر، أو عن طريق الجماعات المؤيدة للنظام الإيراني في المنطقة؛ والمقصود بها الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وعلق التقرير على تباين وجهات النظر الإيرانية في الانتقام من اغتيال فخري زاده قائلا "إن تجربة الرد على اغتيال قاسم سليماني أكدت أن إيران لن تُقدِم على اتخاذ رد فعل واسع، كما أن الموقف الإيراني العسكري في المنطقة يدل على تفضيل طهران للصمت عن الدخول في أي مواجهة".

وأضاف "الدليل على هذا الرأي هو أنه بالرغم من اعتراف إسرائيل أخيرا بمسؤوليتها عن الهجمات الجوية التي تطال الميليشيات والمواقع الإيرانية في سوريا، إلا أن إيران لم تتخذ أي رد مناسب حتى الآن".

وختم التقرير بالقول عن موقف النظام الإيراني من الرد على اغتيال العالم النووي فخري زاده "ليس من المستبعد أن نقرأ لاحقا أنباء عن اعتقال السلطات الإيرانية لمن ستسميهم بالمتورطين في الحادث، ثم تبث لهم اعترافات على الهواء وفقا للعادة الإيرانية".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC