رغم أن مصطلح "اليقظة الذهنية" أصبح شائعًا في مجال الصحة النفسية، فإنه لا يقتصر على كونه موضة عابرة، بل هو ممارسة ينبغي للجميع تبنيها؛ فهي ليست حلاً سحريًا سريعًا، بل خيارًا واعيًا وبسيطًا يتطلب شجاعة لنكون حاضرين بكامل وعينا وطاقتنا في اللحظة الراهنة، حتى وسط فوضى الحياة، كما توضح براكريتي بودار، المديرة العالمية للصحة النفسية والرفاهية في "راوند غلاس ليفينج"، لموقع "هيلث شوتس".
ليس عليك أن تتأمل لساعات أو تُنشد على قمة جبل، بل إن اليقظة الذهنية قد تختبئ في أماكن عادية.
لاحظ دفء يديك، ودوامة البخار، والرشفة الأولى، لقد رسخت نفسك الآن.
بدلًا من الغضب، اشعر بقدميك على الأرض ويديك على عجلة القيادة. دع الضوء الأحمر يُذكرك بالعودة.
عندما يتسارع نبض قلبك أو يضيق حلقك، سمِّه بصمت: "متوتر. حزين. غاضب". التسمية تُروِّض العاصفة. هذا يُنمّي صفاءً عاطفيًا ويساعدك على مُواجهة نفسك بمزيد من اللطف.
أظهر الصبر نفسه الذي تمنحه لصديق عزيز. "هذا صعب، لكنني تعاملت معه بصعوبة من قبل".
أنفاسك متاحة دائمًا. استخدمها كمرساة. حتى ثلاثة أنفاس بطيئة وواعية كفيلة بجعلك تستقر في الحاضر.
اليقظة الذهنية لا تعني الهدوء التام أو البهجة الدائمة، بل تعني الحضور، مرارًا وتكرارًا، بثباتٍ وقلبٍ منفتح.
وبحسب الخبراء، قد تتعثر أحيانًا، وهذا طبيعي. فالقوة تكمن في الملاحظة والتوقف واختيار كيفية استغلال هذه اللحظة.