يُعتبر الانتباذ البطاني الرحمي من الحالات المرضية المؤلمة التي تؤثر في امرأة من بين كل عشر نساء حول العالم، ولا يزال الطب عاجزًا عن إيجاد علاج نهائي له.
وتشمل أعراضه الشائعة آلام الحوض، وتشنجات الحيض الحادة، والألم أثناء العلاقة الزوجية، وتتم إدارتها غالبًا من خلال التدخل الجراحي، أو مسكنات الألم، أو الأنظمة الغذائية المضادة للالتهاب، رغم اختلاف الاستجابة بين مريضة وأخرى.
لكن وفقًا للنشرة الإخبارية الأخيرة للجراح البريطاني واختصاصي التوعية الصحية د. كاران راجان، فقد كشفت دراسة حديثة عن أمل جديد للمصابات بهذه الحالة، حيث أشارت النتائج إلى أن بذور الكتان والبابونج قد تساعد في تخفيف الألم.
بذور الكتان لتخفيف آلام الانتباذ البطاني الرحمي
يقول د. راجان بأسلوبه الطريف: "إذا كان رحمكِ يخوض قتالًا شهريًا أشبه بمنافسة في الفنون القتالية، فالعلم قد يحمل لكِ أخبارًا جيدة إلى حد ما (لكن بلا وعود قاطعة)".
وأوضحت دراسة إيرانية صغيرة شملت 102 امرأة مصابة بالمرض أن تناول كبسولات البابونج (بجرعة تعادل 9 غرامات أو ثلاثة أكواب من الشاي يوميًا)، أو زيت بذور الكتان (ما يعادل ملعقتين كبيرتين من البذور)، لمدة ثمانية أسابيع، أدى إلى انخفاض آلام الحوض بنسبة 38% مقارنة بالمجموعة التي تناولت علاجًا وهميًا.
كما تراجع الألم أثناء العلاقة الزوجية بنسبة 41%، وانخفضت التشنجات بنسبة 33%.
كيف يمكن إضافة بذور الكتان والبابونج إلى النظام الغذائي؟
ينصح د. راجان باستخدام بذور الكتان الكاملة أو المطحونة بدلًا من الزيت للحصول على أقصى فائدة، حيث تحتوي كل ملعقتين على 6 غرامات من الألياف التي تساعد في تنظيم التمثيل الغذائي لهرمون الإستروجين، وتخفيف الانتفاخ، والإمساك، هذا بالإضافة إلى مركبات الليغنان التي قد تقلل الالتهابات الهرمونية.
ويمكن إضافتها إلى دقيق الشوفان، أو خلطها مع العصائر، أو حتى تناولها كمكمل غذائي.
أما بالنسبة للبابونج، فيحذّر د. راجان من أن الجرعة المستخدمة في الدراسة كانت مرتفعة جدًا (9 غرامات يوميًا)، لذا يوصي ببدء استهلاك شاي البابونج بمقدار كوب أو كوبين قويي التركيز يوميًا، ثم زيادة الكمية تدريجيًا حسب الحاجة.
ورغم أن هذه النتائج واعدة، فإن د. راجان يؤكد أن الانتباذ البطاني الرحمي لا يزال بلا علاج نهائي، وقد تختلف فعالية هذه التغييرات الغذائية من امرأة لأخرى؛ ما يجعلها مجرد وسيلة مساعدة لا بديلًا عن العلاج الطبي.
